يحمل العيد صفة الانتقال من منزله لاخرى وسمة التغير من
حاضنه الى حاضنه اخرى وكما يحمل معانى عديده منها ما يمكن رؤيتها بالاعياد الوطنيه والاجتماعيه واخر ما يمكن مشاهدته فى المناسبات الدينيه وان كانت جميعها تندرج تحت جملة العيد كونها عياره فى كلمه متعدده المضامين وذلك لتنوع ما يحويه العيد من مناسبات لكنها جمعيا تنشد ثقافه السعاده والفرح التى تخيم على مراسم العيد واجواء .
فالعيد بالدلاله الرمزيه يشكل مبدا الانتقال فى باب الرحمه بعلاقات الوصل والتواصل من مستوى تاثير لاخر وهى الخطوط التى تتشكل ضمن مستويات غير مرئيه من التداخل فى الارحام والتواصل الاجتماعي وهذا ما يمكن قراءته من طبيعة الاحتفالات ونوعيه المراسم والتى تخص علاقات الاتصال واليات تشبيك خطوط العلاقات وبالتالى زوايا الطاقه وخطوط التاثير .
وهذا ما يمكن مشاهدته من واقع العبارات المستخدمه التى تحتوى اعتبارات ضمنيه فى تفسيرات العيد وهى تقوم على فلسفه الانتقال من منزله الى اخرى وفق تقدير بواعث زمنيه ودوافع مكانيه حيث يتم طي صفحه وتفتح صفحه جديده ستاثر بانعكاساتها عبر الخطوط الواصله فتاثر على ميزان الحركه وكيفيه الاتجاه ونوعيه اخيار المسار لذا يشكل العيد بمعناه بدايه مرحله وبدايه مناخ جديد وهذا ما يجعل التهنئه تكون ذات دلاله ملزمه تحمل من التطلع كما تامل من باب التنمي وتبرز سمات الرجاء بتغير الحال
الى واقع افضل .
ومن على هذا المعنى العميق بدلالاته المستتر بالمغزى تستوجب تهنئه الدخول للمنزله الجديده بالامنيات وكما يستوجب نقل التهاني للتاكيد على غبطه الانتقال ولاغناء روح التفائل بالدخول الى ما نتطلع اليه من مكانه افضل والتى نتطلع ان تكون بدايه تحمل الخير والاشراق لميلاد جديد والذى نسال الله ان يجعله بدايه طيبه وخيره بالافعال وتقود للصلاح واصلاح البال فى النفس والقرار .
وكما نامل مع وصول العيد لمنزلته ان يتبدل حال الامه من الحال الذى مازالت تقبع فيه جراء فترة المخاض العميق التى ما فتئة تشهدها المنطقه الى الحال الذى يميزها ويميز مكانتها بين الامم ويبرز حضورها فى المشهد العام .
ونرجوا الله ان يحفظا للامه العربيه مناخات الامن ولااستقرار ويعزز مناخات الوحده ومقومات التنميه التى بحاجه الى قوام يوحد خطواتها بما يسعفها لبلوره حاله جديده تسعف حضورها وتحفظ امنها ومستقرارتها من مناخات التجاذب السياسي والضغط المعيشي الناجم عن عمق التحولات السياسيه ورياحها التى تجتاح الامه ومستقراتها .
والاردن هو يقف بوسط هذه المناخات بين الرجاء والامل ليرجوا من الله ان يحول حال الامه الى احسن ، ويامل ان يجعل هذا العيد فاتحه خير وبدايه مرحله جديده على الامتين العربيه الاسلاميه ، بما يحفظ لهم الدور والرساله فى نصرة قضاياهم والقضيه المركزيه فى القدس واكنافها ، وان يشكل هذا العيد بدايه جديده يتم فيه
اسدال الستار عن مرحله الضيق وفتح ابواب الفرج وان تشكل هذه المرحله منطلق قويم نحو المجد والرفعه .
والله اسأل ان يحفظ الاردن واهله من كل مكروره وان يعيد على الاردن والقدس اجواء الفرح والسرور فان للعيد باب اوله رجاء يبدا بالتيسير ويطلق بعنان الامل لميلاد منطلق جديد .
والذي نامله ان يكون فاتحه خير على الاردن وقد حققت امانيه بالعزه والنماء فى ظل قياده جلالة الملك عبدالله الثانى وولى عهده الامين الامير الحسين بن عبدالله ،وعلى الشعب الاردني بالفرح والسرور ، وعلى الانسانيه جمعاء بخير وسلام ، وكل عام والاردن للخير عنوان .
د.حازم قشوع