زاد الاردن الاخباري -
لا معلومات من اي نوع محددة حول تفاصيل مباحثات ومشاورات أمريكية أردنية تفاعلت طوال الاسبوعين الماضيين خلف الستارة في سياق مناقشة أزمة المسجد الاقصى والقدس والتي تحظى بالأولوية التامة بالنسبة للقيادة الاردنية .
لكن الانطباع كبير مع بعض التسريبات بان الاردن بصدد وضع ملامح خطة مكتوبة ومفصلة تحت عنوان يردده الرئيس الامريكي جو بايدن طوال الوقت ووزير الخارجية انتوني بلينكن وهو رفض اي تغيير في الامر الواقع حاليا.
يسأل الاسرائيليون عن بعد عن تعريف الامر الواقع الذي يتحدث عنه الامريكيون ويريده الاردنيون.
رغم ذلك يبدو السؤال الاستفسار الاسرائيلي هنا مناكفا ويرغب بإحباط اي تحرك دبلوماسي اردني في سياق محاولة لتعريف الامر الواقع بناء على اسس الوصاية الهاشمية على الاوقاف الاسلامية والمسيحية في القدس.
واغلب التقدير هنا ان الجانب الاردني سيحصل على تقدير افضل للموقف الامريكي عبر سلسلة اجتماعات يعتقد انها قد تبدأ في اليوم الثالث من عيد الفطر على هامش لقاءات مرتبطة ببرنامج رسمي للزيارة التي يقوم بها الى الولايات المتحدة الان ومنذ 3 ايام الملك عبد الله الثاني.
صحيح ان الملك عبد الله مهتم بتثبيت حزمة المساعدات التي تتلقاها بلاده بصفة سنوية مع اركان الكونجرس وبعض الشخصيات البارزة في ادارة الرئيس بايدن، لكن الصحيح ايضا ان الاردن قد يختبر في هذه الزيارة المهمة إمكانية الحفاظ على وصايته في القدس والحد من محاولات إسرائيل تقويضها عبر الاستثمار قدر الامكان في مسارين.
الأول هو المسار المتعلق بتفصيل وتركيب تفاصيل تحت عنوان تعريف الأمر الواقع وبصيغة تحسب لصالح الرعاية الاردنية باعتبارها العنوان الدولي المتوافق عليه في اركان الامر الواقع .
والمسار الثاني هو الحصول على ما يشبه رسالة ضمانات من الرئيس الامريكي أقوى قليلا من تصريحات بلينكن للتأكيد على الوصاية والامر الواقع .
ذلك لا يعني عمليا الا مواجهة سياسية ودبلوماسية في عمق المؤسسات الامريكية بين الاردن وحكومة اليمين الاسرائيلي، الأمر الذي قد يبرر تشكيل وفد رسمي يلتحق بالملك رابع أيام العيد لبدء البرنامج الرسمي للزيارة وهو وفد من المرجح ان يضم وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي وكبير مستشاري مكتب الملك الدكتور جعفر حسان ويفترض ان تنضم له مجموعة السفارة الاردنية في واشنطن.
حصيلة هذه المشاورات والاتصالات لم تتضح بعد.
والرهان اردنيا وسياسيا كبير على استثمار الظروف المواتية بعد الدور الذي لعبه الاردن بعنوان التهدئة في القدس وعلى اساس حسابات سياسية وامنية معقدة .
عمان مضطرة للاشتباك مع خطة التقاسم الزماني والمكاني التي حاول نفتالي بينت فرضها على الجميع ضن سلوك سياسي محسوب يلجأ مجددا للراعي الامريكي على امل وقف زحف ونمو تلك الخطة وعلى اساس انها ستؤدي الى صراع عسكري يقود الى الفشل التام لخطة بايدن الوحيدة المتاحة بعنوان تسكين الأزمة ومنع الانفلات وبقاء التهدئة لأطول فترة ممكنة. راي اليوم