زاد الاردن الاخباري -
أقترح الأكاديمي الأردني البارز، وليد عبد الحي، على حكومة "الكيان الصهيوني"، أن ينصب غضبها على ” البحث العلمي” بدلا من وزير الخارجية الروسي لافروف في جدلية “الأصل اليهودي” للزعيم الألماني أدولف هتلر وهو الموضوع الذي أثار نقاشا عاصفا مؤخرا بين عدة دول في العالم.
وشدد الدكتور وليد عبد الحي وهو عالم مستقبليات وباحث أكاديمي مرموق في الأردن على أن لافروف أتى على ذكر “حقيقة علمية” فقط تحدث بها غيره وفق ما اوردته صحيفة رأي اليوم اللندنية
وناقش عبد الحي بطريقته العلمية القياسية الدقيقة المسألة في مداخلة مثيرة له.
وإعتبر الدكتور عبد الحي أن تصريح وزير الخارجية الروسي “لافروف” عن أن الاصول العرقية للزعيم الالماني ” هتلر” هي اصول يهودية أثار موجة من “اللغط” بخاصة في أوساط كل ألوان الطيف السياسي الاسرائيلي، دون محاولة التحري عن مرجعية لافروف في هذا التصريح.
وتعرض الدكتور عبد الحي لما وصفه بـ”حزمة حقائق علمية”:
الحقيقة الأولى:
أن لافروف لم ينطلق من فراغ في تصريحه، بل هناك دراسة علمية منشورة في واحدة من المجلات العلمية الاوروبية المحكمة والصادرة عن جامعة بريطانية تؤكد بالاستناد لأصول البحث العلمي على صحة ما قاله لافروف، ولمن يود التأكد من ذلك عليه العودة الى الدراسة العلمية التالية ” إعادة النظر في مسألة جد ادولف هتلر لأبيه”.
وهذه المجلة العلمية تصدر منذ عام 1971(اي منذ أكثر من نصف قرن”. اما مؤلف الدراسة ليونارد ساكس فهو عالم نفس امريكي ويعمل طبيبا في بنسلفانيا الامريكية، ويعد من الكتاب المعروفين في مجال الطب النفسي وطب الأسرة، وتم تصنيف أحد دراساته من قبل نيويورك تايمز أنها الاكثر مبيعا في سنة النشر.
وحسب مداخلة الدكتور عبدالحي ملخص دراسة ساكس، يستند على مذكرات ووثائق المحامي الشخصي لهتلر وهو المحامي “هانز فرانك”، ويكشف فرانك في مذكراته (التي نُشرت بعد سبع سنوات من إعدامه في عام 1946 بعد حكم المحكمة العسكرية الدولية في نورمبرغ عليه بالإعدام)، أنه اكتشف أدلة في عام 1930 على أن جد هتلر لأبيه كان رجلًا يهوديًا يعيش في بلدة غراتس النمساوية .
وكانت جدة هتلر واسمها ماريا شيكلغروبر، تعمل في أحد منازل المدينة، ووقعت علاقة جنسية بين جدة هتلر وصاحب المنزل اليهودي وحملت بوالد هتلر( ألويس شيكلجروبر– Alois Schicklgruber) في عام 1836 عندما كان هناك اقلية يهودية تعيش في هذه البلدة النمساوية حتى عام 1850. بعد ذلك تزوجت جدة هتلر الحامل من شخص اسمه (Johann Georg Hiedler) فحمل هتلر اسم الزوج مع تعديل في لفظ الاسم من هيدلر الى هتلر.
الأساس الثاني:
لتصريحات لافروف هي تقرير نشره كاتبان هما جان بول مولدرز(Jean-Paul Mulders) مع المؤرخ مارك فيرميرين (،Marc Vermeeren ) وهو المؤرخ المتخصص في حياة هتلر وكتب على نطاق واسع عن هتلر وأسلافه، وقد تم نشر التقرير في مجلة ” كناك “(Knak) البلجيكية الاسبوعية بتاريخ 18 اغسطس 2010، وهي مجلة تصدر ايضا منذ 1971 ويصل توزيعها الى اكثر من مائة الف نسخة.
وقد قام الثنائي (فيرمين المؤرخ و مودلرز) بجمع عينات لعاب من 39 من الأقارب الأحياء لهتلر، وتبين من فحص الحمض النووي (DNA) ان هناك تطابق بين النتائج والحمض النووي عند بقية اليهود والمتماثلة مع نتائج فحص عظام هتلر. وهي مجموعة ” E1b1b” طبقا للتصنيف العلمي لمجموعات الحمض النووي.
وخلص الدكتور عبد الحي:
ذلك يعني أن نزق رئيس الوزراء الاسرائيلي ضد لافروف كان يجب ان ينصب على البحث العلمي وليس على لافروف، فالوزير الروسي لم يقل شيئا جديدا، بل كل ما فعله هو اعادة تلخيص نتائج البحوث العلمية الغربية..ربما.