زاد الاردن الاخباري -
يمتاز الجوع الانفعالي عن الجوع الحقيقي، بأن الانفعالي هو استخدام الطعام كوسيلة مساعدة لتنظيم المزاج، ما يعني أن الطعام يفقد معناه الأصلي وهو تغذيتنا بالعناصر التي نحتاجها حتى نكون قادرين على التصرف جسديا.
وبحسب صحيفة Nos Pensées الفرنسية، فإنه ”في كثير من المواقف يداهمنا الحزن أو الغضب أو الإحباط أو خيبة الأمل، وإذا لم تكن لدينا الأدوات والموارد الشخصية للتعامل معها فمن السهل والمغري عندئذ اللجوء إلى الطعام للتخفيف من هذا الضيق النفسي“.
وتضيف الصحيفة في تقرير ”يجب أن نتذكر أنه من خلال تناول أنواع معينة من الطعام فإننا بذلك ننشط دائرة مكافأة الدماغ، والتي تعطينا أحاسيس ممتعة“.
وتقول ”مع ذلك فإن هذا الرفاه مؤقت، وعاجلاً أم آجلاً سوف تطفو الصعوبة الكامنة. لكن في هذه المرة سيرافقها الشعور بالذنب لأنك أكلت أكثر من اللازم. لوقف دورة الأكل الانفعالي يجب أن نكون قادرين على التعرف عليها والتصرف بناءً على ذلك“.
كيف نفرق بين الجوع الحقيقي والجوع الانفعالي؟
تورد الصحيفة بعض الخصائص التي تساعد على التمييز بين الجوع الحقيقي والجوع الانفعالي، فيما تعلق بالجوع الحقيقي، أنه يظهر تدريجيًا ويزداد بمرور الوقت، وينشأ الجوع في المعدة، لأنه إحساس فسيولوجي.
وتضيف ”هنا نكون على دراية بما سنأكله، ويمكننا التحكم فيه والتخطيط له. وهنا يكون لدينا خيار تحديد نوع الطعام الذي نريد استهلاكه في ذلك الوقت المحدد. بشكل عام نختار الأطعمة المغذية والأطباق الصحية والمتوازنة التي تشبعنا“.
أما في الجوع الانفعالي، فيظهر هذا النوع من الجوع بشكل مفاجئ. فما بين الحين والآخر نشعر بشغف مفاجئ للطعام الذي نحتاج إلى إشباعه على الفور.
تقول الصحيفة الفرنس ”لا يأتي من المعدة لأنه ليس إحساسًا فسيولوجيًا. ينشأ هذا الجوع في العقل نتيجة لصور معينة أو تصورات ذهنية للطعام. ببساطة عندما تفكر أو تتخيل نوعًا من الطعام يصبح الدافع قوياً لدرجة أنه يفقدنا السيطرة على الجوع“.
وتضيف ”يصبح النظام الغذائي فوضويًا. إذ يأكل الجائع هنا بشكل تلقائي ودون رقابة، ودون قياس الكميات أو اختيار الأطعمة بشكل متعمد. في هذه الحالة نأكل بدافع النزوة، وبدافع الضرورة، بكميات كبيرة ودون اختيار متعمد. بشكل عام نستهلك في هذا النوع من الجوع الأطعمة عالية السعرات الحرارية والأطعمة المعالَجة للغاية، والدهون والسكريات العالية وقيمتها الغذائية المنخفضة. هذه الأطعمة، بالإضافة إلى كونها ضارة لا تشبعنا، أو إنها تشبعنا لفترات زمنية قصيرة جدًا“.
كيف تتجنب الأكل الانفعالي؟
ويوضح تقرير الصحيفة أن الاختلافات بين المفهومين واضحة وبديهية. إذا انتبهنا للإشارات فسيكون من السهل علينا فهم نوع الجوع الذي نتعامل معه. الآن، ماذا يمكننا أن نفعل بمجرد التعرف على الجوع الانفعالي؟
أوّلا: يجب أن نظل متيقظين. عندما تشعر بالجوع توقف للحظة وحاول تحديد نوعه، باتباع المعايير المذكورة سابقًا.
بعد ذلك سيكون من المفيد جدًّا أن تتزود بدفتر تدوّن فيه ملاحظة المواقف أو المشاعر التي تثير فيك جوعًا انفعاليًّا. يلجأ بعض الأشخاص إلى هذا النوع من النظام الغذائي لتهدئة القلق، والبعض الآخر للتوقف عن الشعور بالحزن أو الفراغ.
بمجرد تحديد الانفعالات المحفزة يصبح بالإمكان اكتساب أو تطوير إستراتيجيات تأقلم صحية. يمكنك اللجوء إلى التأمل والتنفس البطني والكتابة العلاجية… وهكذا سنرحب بأي خيار يساعدك في التعامل مع هذه الحالة الانفعالية غير المريحة. وقبل كل شيء عليك استعادة وظيفة الطعام. تذكر وقل لنفسك إنها وقود جسمك وليست طريقًا مختصرًا لقلقك حتى لا تواجه الألم.
للقيام بذلك اتخذ قرارًا حازمًا بفصل الطعام عن حالتك الانفعالية. عندما تشعر أن توازنك الانفعالي قد تعرض للخطر قم بتطبيق بديل أكثر فاعلية وصحية. بالطبع إذا أصبح الموقف صعبًا للغاية بالنسبة لك عليك باللجوء إلى محترف.