زاد الاردن الاخباري -
تتخوف عواصم غربية، وكييف على وجه الخصوص، من أن تستغل روسيا احتفالاتها بـ"يوم النصر" في التاسع من مايو للإعلان عن التوسع في عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
يوم النصر الروسي، تحتفل فيه موسكو بانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين قد استغل الاحتفال به في عام 2021 ليرسل تحذيرات من أن أعداء روسيا يتبعون مرة أخرى "كثيرا من إيديولوجية النازيين"، وهي الرسائل ذاتها التي كررها خلال غزوه لأوكرانيا، بحسب تقرير نشرته شبكة "فوكس" الأميركية.
الأربعاء الماضي، أجرى الجيش الروسي "بروفة" للاحتفالات التي ستقام الاثنين، والتي يشارك فيها 62 طائرة حربية تحمل الرمز "Z"، وهو الرمز ذاته التي حملته الدبابات والمركبات أثناء الغزو.
والحرف يرمز لتأييد الجيش الروسي، رغم أنه ليس من الأحرف المستخدمة في الأبجدية الروسية.
وأشار تقرير لوكالة فرانس برس أن هذه العلامة يرجح أنها لتمييز المعدات الروسية وتجنب النيران الصديقة، إذ أصبح يستخدم في شوارع موسكو وعلى الملابس وحتى ضمن الحسابات الرسمية لمؤسسات عسكرية مثل وزارة الدفاع الروسية.
وسيلقي بوتين خطابا منتظرا، ويتوقع أن يسعى إلى طمس حقيقة غرق الطراد الروسي موسكفا الشهر الماضي، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس.
حرب شاملة.. ماذا تعني؟
ويشير التقرير إلى أن بعض المحللين يجادلون بأن بوتين قد يعلن "حربا شاملة في أوكرانيا" بدلا من "العملية العسكرية الخاصة".
ريبيكا كوفلر، ضابطة سابقة في وكالة الاستخبارات الدفاع الأميركية قالت لـ"فوكس" إن إعلان الحرب الشاملة سيسمح لبوتين باستدعاء المجندين ونشر الاحتياط في الميادين، والدفع بمزيد من القوات للسيطرة الكاملة على منطقة دونباس، وتأمين السيطرة على المدن والموانئ الحيوية.
وأضافت كوفلر، وهي مؤلفة كتاب "دليل بوتين: خطة روسيا السرية لهزيمة أميركا"، أن بوتين قد يستخدم الاحتفال للاعتراف رسميا بمناطق انفصالية، إذ أنه قد ينظم استفتاء في لوهانسك ودونيتسك، خلال الأيام المقبلة، للتصويت على انضمامهم للأراضي الروسية.
وأشارت إلى أن التحول لمفهوم الحرب الشاملة يعني تحول روسيا إلى "تعبئة جهاز الدولة بأكمله" بما في ذلك القوات المسلحة والاقتصاد وإدارة الدولة على مدى شهور أو حتى سنوات.
المتحدث الصحفي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف نفى في تصريحات أي مزاعم عن وجود خطط لاستدعاء التعبئة الكاملة، لآلة الحرب الروسية في يوم النصر، فيما يرى خبراء بأن إنكار موسكو ما هو إلا محاولة لإخفاء خطوتها التالية، بحسب التقرير.
في الماضي كان هذا اليوم بمثابة تذكير بالمجد السوفيتي خلال الحرب الباردة، ولكن بوتين أعاد التركيز عليه باعتباره منصة لعرض القوة العسكرية الروسية من خلال عروض سنوية، بحسب تقرير فوكس.
وفي تحليل قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن بوتين سيحاول استحضار "النصر من وسط الدمار" العشوائي الذي أحدثه في أوكرانيا، وسيجد بعض التبريرات لحرب سارت بشكل أقل بكثير مما كان متوقعا ضد التهديد "النازي" المزعوم.
وأشار التحليل إلى أن رسالة بوتين تتلخص بأن "القوة العسكرية فعالة في تغيير الواقع الجيوستراتيجي لصالح روسيا".
وقالق أمون تشيسكين، من جامعة غلاسكو، لشبكة "بي بي سي" البريطانية إنه حتى خلال الأعوام العادية، يعد هذا اليوم هاما لاستعراض القوة الروسية، وسيطرة بوتين عليها، وهذا الأمر قد يتم "تعظيمه" خلال احتفالات العام الحالي.
وسيشكل العرض العسكري في التاسع من مايو فرصة جديدة لبوتين لتوجيه تحذيرات، فيما تلوح موسكو دائما بالتهديد النووي. ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى أن "طائرة نهاية العالم" وهي طائرة من طراز إليوشن إيل-80 مصممة بشكل خاص للسماح للرئيس الروسي بمواصلة التحليق فوق روسيا في حال اندلاع حرب نووية، ستحلق فوق الساحة الحمراء، بحسب وكالة فرانس برس.
وخلال جائحة كورونا نظمت روسيا عروضا عسكرية حلقت خلالها طائرات حربية فوق موسكو، وبقي السكان في منازلهم بسبب المخاوف الصحية، وخلال السنوات التي سبقتها كان يحضر شخصيات من دول غربية لمشاهدة الاحتفالات، ولكن في احتفالات العام الحالي يتوقع أن تحتفل روسيا بجيشها في عزلة عن مشاركة الدول الغربية، بحسب تقرير سابق لصحيفة نيويورك تايمز.
ويحصل الاحتفال الرئيسي في الساحة الحمراء، لكن احتفالات ستقام أيضا في عشرات المدن في جميع أنحاء روسيا، بحسب ما كشف وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الذي قال إنه ستقام عروض عسكرية في 28 مدينة روسية ... وسيشارك نحو 65 ألف شخص وحوالي 2400 نوع من الأسلحة والمعدات العسكرية وأكثر من 460 طائرة هذا العام، بحسب فرانس برس.