زاد الاردن الاخباري -
قررت نيابة أمن الدولة في مصر إخلاء سبيل ثلاثة صناع محتوى على الإنترنت عرفوا باسم "ظرفاء الغلابة"، احتجزوا بعد نشرهم مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقدون فيها غلاء الأسعار.
وألقت قوات الأمن القبض على ثلاثة أعضاء من صناع محتوى “ظرفاء الغلابة” على تطبيق “تيك توك”، الذين يقومون بتقديم فقرات مصورة متنوعة وساخرة بزيهم الصعيدي التقليدي، ومن المثير أن معظمهم في طور الكهولة وليس الشباب.
وحظيت القناة باهتمام شعبي وحصلت على أكثر من 410 ألف إعجاب، منذ نشر أول مقطع على الصفحة في نهاية عام 2020، وانتشرت المقاطع المصورة الساخرة من الغلاء وارتفاع الأسعار على جميع مواقع التواصل الاجتماعي.
وترتكز فكرة المقاطع المصورة على تأليف كلمات ساخرة عن وضع اجتماعي أو اقتصادي ما على لحن أغنية شهيرة تحظى بشعبية واسعة في مصر، ويصاحبها أداء خفيف الظل من وجوه ليست من نجوم الفن، وإنما من لون وشكل الإنسان المصري البسيط سواء في الريف أو المدن في الدلتا والصعيد.
وقالت "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" إن النيابة أخلت سبيلهم السبت عند نظرها تجديد أمر حبسهم.
وكانت النيابة وجهت للأشخاص الثلاثة، الذين يشتهرون بتقديم محتوى فني ساخر على تطبيق تيك توك، تهماً بنشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية، بحسب محامي المبادرة الذي حضر مع المتهمين.
وأوضحت المبادرة أنه في 31 مارس/آذار 2022 توجه الشباب الثلاثة طواعية إلى مقر أمن الدولة بعد استدعائهم، حيث احتُجِزوا، بينما لم يُعرَضوا على نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة إلا يومي 18 و 19 أبريل/نيسان.
ونقل موقع المنصة عن محامي الظرفاء الثلاثة إسلام سلامة، الذي حضر التحقيق معهم بنيابة أمن الدولة، قوله؛ إنه تم إلقاء القبض عليهم من مدينة أسيوط (صعيد مصر)، وترحيلهم لنيابة أمن الدولة بالقاهرة، وعرضوا خلال يومي الاثنين والثلاثاء، ووجهت لهم النيابة تهمة نشر أخبار كاذبة، وقررت حبسهم 15 يوما على ذمة القضية 440 لسنة 2022، وتم ترحيلهم لسجن أبو زعبل.
وحققت الكثير من المقاطع المصورة ملايين المشاهدات رغم البساطة الشديدة في الإمكانات، ولكنها بحسب متابعين، تمس واقع ملايين المصريين المرير الآخذ في السوء بسبب سياسات النظام المصري الاقتصادية التي تقوم على الجباية والاقتراض.
وأثار احتجاز صناع المحتوى الساخر، الذين يقيمون في أسيوط جنوبي مصر، انتقادات الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن البلاد تشهد بالفعل ارتفاعا كبيرا في أسعار السلع بحسب تقارير رسمية، بعد أن قفز معدل التضخم السنوي لأعلى مستوى له منذ يونيو/حزيران عام 2019، ليبلغ 12.1% في شهر مارس/ آذار.
كما أثار قرار السلطات المصرية بالقبض على “ظرفاء الغلابة” وتوجيه اتهامات لهم بنشر أخبار كاذبة وحبسهم على ذمة القضية؛ لانتقادهم غلاء الأسعار بشكل ساخر في إطار تمثيلي، تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي.