زاد الاردن الاخباري -
نفى الكرملين الاربعاء، نية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرض الأحكام العرفية في عموم البلاد أو أجزاء منها على خلفية الحرب في أوكرانيا، والتي قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه لا يتوقع انتهاءها في المستقبل القريب.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ردا على سؤال "لا، هذا الأمر ليس ضمن الخطط المطروحة".
وجاء ذلك تعليقا على تصريح مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز أمام مجلس الشيوخ بأن بوتين قد يفرض الأحكام العرفية بهدف "تحويل القطاع الصناعي في روسيا إلى المسار العسكري" بغية تحقيق أهداف موسكو خلال عمليتها في أوكرانيا.
كما وصف بيسكوف الوضع داخل روسيا بأنه مستقر، مشددا على أنه لا يعلم البراهين التي يعتمد عليها المستشار السابق للرئيس الروسي سيرغي غلازييف الذي اتهم مؤخرا الغرب بالتخطيط لتدبير انقلاب سلطوي في البلاد.
المفاوضات "تتواصل ببطء"
على صعيد اخر، أشار بيسكوف إلى أن المفاوضات بين موسكو وكييف الرامية إلى وقف الحرب تتواصل ببطء دون إحراز أي تقدم يذكر ودون وساطة من قبل دول أخرى.
وقال: "كما هو معروف، انطلقت العملية التفاوضية دون وسطاء، وتتواصل على نحو بطيء وغير فعال دون وسطاء".
في الوقت نفسه ثمن بيسكوف الجهود المبذولة من قبل تركيا بغية تهيئة الظروف الملائمة للاجتماع بين وفدي موسكو وكييف الذي استضافته اسطنبول أواخر مارس الماضي.
وتابع: "تم التوصل خلال هذا اللقاء إلى تفاهمات مطلوبة بالنسبة لنا، لكن الجانب الأوكراني رفضها لاحقا".
وتوج اجتماع اسطنبول بإعلان موسكو وكييف عن توصلهما إلى اتفاقات مبدئية بخصوص بنود اتفاق سلام محتمل، على رأسها تخلي أوكرانيا عن خططها للانضمام إلى حلف الناتو.
وأعلنت روسيا في أعقاب اجتماع اسطنبول عن تقليص أنشطتها العسكرية في محوري كييف وتشيرنيغوف ضمن إطار عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لكن طرفي النزاع فشلا لاحقا في تثبيت التقدم الدبلوماسي المحرز، وتصاعدت حدة المواجهات العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا.
حرب طويلة
وفي الغضون، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش أثناء مؤتمر صحفي عقد في فيينا: "لن تستمر هذه الأعمال القتالية إلى ما لا نهاية وسيأتي وقت ستنطلق فيه مفاوضات السلام، لكنني لا أتوقع حصول ذلك في المستقبل القريب".
وردا على سؤال عن اتصالاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الأمين العام للأمم المتحدة: "إذا رغبتم في حل مشكلة فيتعين عليكم التواصل مع من تسبب فيها أو مع من شأنه حلها، ولذلك ثمة مغزى في التحدث مع الزعيم الروسي وجميع الأطراف المعنية الأخرى في هذا النزاع".
وشدد غوتيريش على أن هذه الاتصالات تساعد في "فهم دوافع وأهداف الأطراف"، لافتا إلى أنها تساعد أيضا في بعض الأحوال في تحقيق نتائج ملموسة، مثل العملية التي أجلي خلالها تحت إشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر مئات المدنيين من مصنع الصلب "آزوفستال" الذي لا يزال آخر معقل للقوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول.
وقال: "بعد إجلاء المدنيين من "آزوفستال"، لا نزال على تواصل مع السلطات الأوكرانية والروسية لتطبيق المزيد من مثل هذه المبادرات، وهذه الاتصالات مستمرة".
وأعرب غوتيريش عن قناته بأنه سيتم تنفيذ المزيد من العمليات الإنسانية من هذا النوع، لافتا إلى أن الأمم المتحدة لن تكشف تفاصيلها للرأي العام ما لم تنته، على غرار عملية ماريوبول.