أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن اختتام منافسات الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى للسيدات لكرة القدم ما هي تفاصيل قرار إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة؟ "غرب آسيا لكرة القدم" و"الجيل المبهر " توقعان اتفاقية تفاهم عجلون: استكمال خطط التعامل مع الظروف الجوية خلال الشتاء "الأغذية العالمي" يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار مستوطنون يعتدون على فلسطينيين جنوب الخليل أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد أبو صعيليك : انتقل دور (الخدمة العامة) من التعيين إلى الرقابة أكسيوس: ترمب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء ملامح إدارة ترامب الجديدة في البيت الأبيض البستنجي: قرار إعفاء السيارات الكهربائية حل جزء من مشكلة المركبات العالقة في المنطقة الحرة ارتفاع الشهداء الصحفيين في غزة إلى 189 بالتفاصيل .. اهم قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم الصحة اللبنانية: 24 شهيدا في غارات على البقاع الأردن .. السماح للمستثمرين في مشاريع البترول بتقديم عروض دون مذكرات تفاهم كولومبيا والنرويج يلتزمان باعتقال نتنياهو
الإعلامية التي هندست سمعة فلسطين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الإعلامية التي هندست سمعة فلسطين

الإعلامية التي هندست سمعة فلسطين

13-05-2022 02:11 AM

ماهر ابو طير - كان صباحاً مفجعاً، يوم أمس، حين جاء الخبر باستشهاد الزميلة شيرين أبوعاقلة، مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين، وفي القدس تحديدا، وصباحات الدم لا يمكن أن تنسى أبدا في الذاكرة.

في الجانب الشخصي درست وشيرين معاً، في قسم الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك، حيث تعليم الصحافة آنذاك كان مهمة محترفة على يد نخبة من الأساتذة الكرام في الجامعة، وقد دخلنا معا إلى تخصص الصحافة، عن رغبة مسبقة، وتخرجنا بذات الدفعة، حيث اخترت تخصص التحرير الصحفي، وهو تخصص يضاف إلى تخصصي الاذاعة والتلفزيون ثم العلاقات العامة في قسم الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك، وهو قسم حظي أيضا بإمكانات التدريب.

كانت شيرين قد تركت تخصص الهندسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وانتقلت إلى اليرموك، وكانت تتصف بالجدية والتهذيب وحرصها على تخصصها، وعلاقاتها الطيبة مع كل الهيئة التدريسية والزملاء والزميلات، وحين ينتهي كل فصل دراسي تسارع عائدة إلى بيت اهلها في بيت حنينا في القدس، الذي زرته بعد التخرج بسنوات، مثلما واصلت شيرين زياراتها إلى الأردن.

كان آخر لقاء بيننا حين وصلت قبل سنوات برفقة صحفيين بطائرة هليوكبتر عسكرية أردنية من مطار ماركا الى مقر المقاطعة الفلسطينية في رام الله، بعد رحلة استمرت إحدى عشرة دقيقة فقط، حيث كانت مع جمهرة من الصحفيين من ابناء فلسطين الذين قدموا لتغطية حدث سياسي.

في بدايات حياتها المهنية عملت في اذاعة فلسطين في أريحا، وخلال زيارة لوفد سياسي وصحفي أردني إلى فلسطين التقيتها مجددا عبر زيارة للاذاعة في بدايات التسعينيات، ومن ثم انتقلت تدريجيا إلى العمل التلفزيوني، وربما يقال انها ساهمت أكثر من ملايين البشر في خدمة قضية فلسطين، وما يجري في القدس والمسجد الأقصى، فلم تكن محايدة، بل بقيت منحازة إلى شعبها وقضيتها، وكانت هويتها المقدسية غالبة، برغم أن عائلتها انتقلت أساسا من بيت لحم إلى القدس، لكن القدس أم جامعة، تجمع كل الهويات في هوية واحدة، هي هوية المقدسيين والمقدسيات.

اغتيال شيرين أبوعاقلة في مخيم جنين كان برصاص إسرائيلي، الا أن الرواية الإسرائيلية الكاذبة تقول إنها برصاص فلسطيني، لان إسرائيل تدرك حجم فضيحتها على المستوى الدولي، لكن الاشكال الآخر يتعلق بالتغطيات الغربية لاغتيالها، فهي تغطيات منحازة تقول إن شيرين خسرت حياتها، بسبب اشتباك بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، والإعلام الغربي الذي يدافع بشكل انتقائي عن حريات الصحفيين، تحول إلى شاهد زور في هذه القصة، وهو برغم احترافه، إلا أنه شاهد زور في حالات كثيرة، مثل موقفه مما يجري في أوكرانيا، وسكوته عما يجري في فلسطين.

العويل والبكاء لا يكفيان في قضة شيرين، وهي التي تسببت بحزن جارف في الأردن وفلسطين، ودول ثانية، فهي نجم متلألئة في سماء فلسطين، دخلت بيوتنا جميعا، بهذه الجرأة المهنية على مدى أكثر من عقدين، حيث وثقت كل الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، ولا بد من تحرك على مستوى دولي قضائي وإعلامي من أجل تجريم الفعلة الإسرائيلية، خصوصا، مع سجل استشهاد العشرات من الإعلاميين الفلسطينيين خلال العقدين الماضيين، وطوال سنوات الاحتلال، لمعرفة إسرائيل أن تقديم الرواية الفلسطينية وتوثيقها، خطيرة جدا على إسرائيل وتعرقل انفرادها بالفلسطينيين، خصوصا، حين ينضم عشرات آلاف الأفراد العاديين بأجهزة موبايلاتهم وكاميراتها، ويوثقون كل اعتداء إسرائيلي، فالجرائم لم تعد مطلقة، وهذا أكثر ما يثير ذعر الاحتلال الذي أراد ايصال رسالة جديدة للاعلاميين، عموما، بكل هذه الدموية الإجرامية.

رحم الله الزميلة شيرين أبوعاقلة، فالمهندسة التي تركت تخصص الهندسة، مارسته لاحقا، عبر الإعلام، حين هندست سمعة فلسطين والفلسطينيين، عبر سنوات، عبر الإعلام، وجعلت هذه القضية حاضرة، بكل قوة، وانحياز، وجرأة، لتبقى القدس في بيوتنا ام المدن، وسيدتها ايضا.

شيرين لم تكن مجرد عابرة طريق في تاريخ فلسطين.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع