يريدون تحقيقا يا شيرين!!! بماذا وعن ماذا يُفتح التحقيق في جريمة اغتيالك، أيّا كان نوعه، وأيّا كان المشرفون عليه، هي جريمة واضحة التفاصيل، لا تحتاج تحقيقا لظهور نتائج ربما تكون صحيحة وربما لا تكون، الحقيقة واضحة جليّة لن يغطي شمسها غربال هشّ من الحجج أو المبررات أو حتى التحقيقات.
جريمة اغتيال زميلتنا شيرين أبو عاقلة رحمها الله، ليست بحاجة إلى تحقيق لمعرفة قاتل الصحفية المقدسية، فالأمر واضح بشكل لا يحتاج لأي دلائل وشهادات وتحقيقات، والمجرم معروف ودليل جريمته أيضا واضح وتملكه شعوب كاملة وليس مجرد أشخاص، والدخول في تفاصيل تحقيق لجريمة واضحة يعدّ دربا من دروب تضييع الحق، ودفع القضية لدرب النسيان أو التناسي «الشعبي» بطبيعة الحال، لذا فإن الحديث عن فتح تحقيق في قضية شيرين رحمها الله التي أصرّ الاحتلال الإسرائيلي على إيذائها حتى مواراة جثمانها الثرى يوم الجمعة، أمر غير مبرر يضع القضية بل الجريمة في مكان سيظلم شيرين حتى بعد رحيلها.
من قتل شيرين معروف، مجرم اغتالها بدم بادر ثم تنصل، وهذا بطبيعة الحال ليس غريبا عليه، وما حدث لا يحتاج تحليلات ولا للتحقيقات، هو قتل مع سبق الإصرار وموضع الرصاصة التي استقرت في رأس شيرين وفجّرت جمجمتها، يؤكد ذلك، ويثبّت أنها عملية اغتيال مخطط لها، وجريمة لا تحتاج أدلّة ولا براهين، أرادوا توجيه رسالة لكافة وسائل الاعلام التي تعمل على أرض فلسطين المحتلة لإرهابهم وتقييد خطاهم في كشف جرائم الاحتلال، وانتهاكاته، فهي جريمة مع سبق الإصرار.
التحقيق في قضية شيرين رحمها الله يأتي في غير محلّه، وغير الحاجة له، ما حدث مع شيرين لا يحتاج تحقيقا، ولا حتى تبريرات وتفسيرات، فهي جريمة تفسّر ذاتها، وتحكي حقيقتها، حتى أنها لم تنته باستقرار رصاصة «القنّاص» في رأسها، إنما استمروا باجرامهم حتى استقرت شيرين بجانب والديها، وتم موراة جثمانها الثرى، وأظن أن رؤية تشييع الجثمان يوم الجمعة وما تعرّض لها المشيّعون «وشباب فلسطين» من تنكيل وضرب وانتزاع للعلم الفلسطيني كل ذلك استمرار للجريمة وكأن قتل شيرين لم يكفهم.
رحمك الله شيرين، ومن جديد أؤكد لكِ نحن أبناء مهنتك وجيلك في مهنة المتاعب أن ثأرك لن ينسى، وسنمضي يدا بيد مع توأمنا الفلسطيني في نقل الحقيقة، وكشف جرائم الاحتلال، والنضال من أجل الكلمة الحق، فهذه المهنة لم تعد على أرض فلسطين مهنة المتاعب، إنما مهنة المخاطر.