بشرفكم، أنتم الذين افتيتم بعدم جواز الترحم على الإعلامية شيرين أبو عاقلة لأنها مسيحية، ألم تلاحظوا انكم اخذتم اضواء مهمة في توقيت مهم، بعيدا عن جريمة اعدام الشهيدة شيرين، فأرحتم القتلة قليلا ؟!
يتكرر رفض الترحم على اخواننا المسيحيين الراحلين. فيغتاظ البعض ويعلنون على منصات التواصل: ما فيش فائدة ولا رجاء، التطرف هو المسيطر.
بداية يعلم الجميع أن لا أحد يهب الرحمة لأحد. فالناس حين تترحم على الشهيدة، يطلبون الرحمة لها مناشدين الله عز وجل قائلين: «نسأل الله أن يتغمد شيرين بواسع رحمته إنه سميع مجيب».
ويطلب إخواننا المسيحيون الرحمة من الله قائلين: «يا رب ارحم».
إن قرار الرحمة، هو لله عز و جل، والحمد لله على أنه كذلك.
ويجدر أن لا نغفل عن أن هذا الموضوع ليس موضوعا طائفيا، ولا هو موضوع مسلم ومسيحي.
فهذه الجماعة التي رفضت الترحم على الشهيدة شيرين، ليست ضد المسيحيين.
هذه الجماعة رفضت الترحم وصلاة الغائب على الشهداء المسلمين رفضا باتاً، وهم يغادرون المساجد وقت الصلاة والترحم على شهدائنا.
وكنت كتبت عن 200 إمام مسجد أردني، رفضوا الترحم وصلاة الغائب على شهدائنا في الركبان وغيرها من مواقع الشرف وحماية الثغور والفداء.
وسنرجو ممن له قناعة مغايرة للسياق الوطني والقومي والإنساني، أن يحتفظ بقناعاته لنفسه، فلا يعمد إلى الإساءة والقسمة والتفرقة. فالتنوع في كل العالم عامل قوة ومنعة، أسهم في إغناء وتقدم وتطوير المجتمعات.
إن خطر الهويات الفرعية والانحيازات الضيقة، كبير على بلادنا وعلى شعبنا العربي في اقطاره كافة. وها نحن نرى إلى آثار الفتنة المذهبية المدمرة في العراق ولبنان واليمن وسوريا وغيرها.
إن غرائز الإقليمية والطائفية والمذهبية والجهوية والجندرية، خطر على قضية الأمة المركزية، القضية الفلسطينية، التي تحتاج اكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة والتكاتف.
وسأظل أقول إن الإقليمية والطائفية والمذهبية والجهوية والتمييز الجندري والقسوة والكراهية أوبئة، لو مستني إحداها حتى في أحلامي، لقفزت مذعورا ولعنّفت نفسي على خيانة ديني ووطني وشرفي و مبادئي.