شيرين في الجامعات الأردنية

هي المبادرات الملكية التي تهدف دوما لكل ما من شأنه إحداث تغييرات ايجابية في المجتمعات، والأشخاص، فطالما كانت مبادرات جلالة الملك عبد الله الثاني تأخذ أبعادا هامة، وتحمل أبعادا وطنية وانسانية، جعلت من جلالته دوما قائد المبادرات الانسانية على مستوى الإقليم وحتى عالميا في مجالات معيّنة.
أمس الأول، وجّه جلالة الملك بمنحة لدراسة الماجستير تحمل اسم شيرين أبو عاقلة في معهد الإعلام الأردني، لتكون مبادرة ملكية ومكرمة تحمل أبعادا غاية في الأهمية، يمكن القول أن أكثر من تحمله من مضامين هامة أنها وثّقت اسم شيرين من خلال حضورها في هذه المنحة، واحتفظت بذاكرة كل شخص قضية شيرين رحمها الله، وأبقتها حيّة في مجالات الدراسة للاعلام والصحافة ففي هذه المنحة قدّم جلالته رسالة هامة بأن شيرين وقضيتها ستيقى حاضرة على مدرّجات الدراسة الاعلامية.
وجاء اعلان معهد الإعلام الأردني أنَّه وبناء على توجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، فقد تقرَّر تخصيص منحة دراسية سنوية للحصول على درجة الماجستير في الصحافة والإعلام؛ للصحفيات الفلسطينيات وتحمل اسم شيرين أبو عاقلة، وعلى نفقة جلالته، ليضع قضية شيرين في مكان يليق بها وبمهنيتها وبتاريخها ورسالتها التي قدّمت بها أفضل صور المهنية الصحفية والاعلامية، اضافة لنقلها حقائق جرائم الاحتلال في فلسطين، مكان جعل منها قضية راسخة في ذهن الكتب ومقاعد الدراسة، يتعلّم منها أجيال كيف هي الصحافة المهنية، دون أن تغيب عن ذهن من هم سيصنعون اعلام المستقبل.
وفيما أكد معهد الاعلام الأردني أنَّ التوجيه الملكي جاء تكريما للصحفية الراحلة شيرين أبوعاقلة، فهو أيضا جاء تقديرا لمهنيتها في العمل الإعلامي، وتميزها في تأدية مهامها؛ لنقل الأحداث بشجاعة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، لتدخل بذلك شيرين رحمها الله على مقاعد الدراسة الاعلامية والصحفية، وتبقى حيّة في أذهان الجميع، وعلى صفحات زمن لن تمحوه تغيير أوراق رزنامته ولن تبعدنا عن تفاصيله أي فترات زمنية، وفي مبادرة جلالته بقاء لإسم شيرين في ميادين العلم وهي أكثر الميادين أهمية وفائدة.
وتبع هذه المبادرة الملكية، إعلان عدد كبير من الجامعات الأردنية تقديم منح تعليمية على مقاعدها باسم شيرين، لتحضر شيرين في الجامعات الأردنية وكأنها تعيد فترة دراستها على مقاعد الجامعات الأردنية سواء في اليرموك أو العلوم والتكنولوجيا أو عمّان الأهلية أو صندوق حياة للتعليم، لكنها اليوم تحضر بصورة أكثر ألقا وأكثر قوّة فهي اليوم المعلّم وليست الطالبة، تعلّم أجيالا سيصنعون المستقبل أن الصحافة مهنة لها قدسية في العطاء والعمل، والمصداقية، فهي من وثّقت ونقلت واقع فلسطين بمهنية عالية، وهي من دفعت روحها فداء لهذه الرسالة.
نعم، شيرين اليوم في الجامعات الأردنية، لا تحمل فقط إسما لمنح دراسية، إنما حالة صحفية مهنية، جعل منها جلالة الملك حاضرة على مقاعد الدراسة الصحفية، وسارت على دربه عدد من الجامعات، لتكون الاعلامية شيرين أبو عاقلة بداية صحفي أو صحفية يسعون في درب مهنة المتاعب، نحو الحقيقة ونحو الإستمرار في درب شيرين الذي ودون أدنى شك شكّل منعطفا هاما في شكل العمل الصحفي فلسطينيا وعربيا ودوليا.

---