العموش: سأقدم مذكرة نيابية لإقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات
تجدد الجدل في الأردن حول قانون إلغاء حبس المدين بعد شهور من إقراره
الأردن .. موجة جني أرباح تشجع المواطنين على بيع الذهب
فتح باب التقديم لوظيفة أمين عام الإدارة المحلية للشؤون الفنية - تفاصيل
ميزات صوبة (الشموسة) حسب الشركة الصانعة
اردني يرمي 19 ألف دينار بالقمامة .. والأمانة تعيدها
إصابة شخص في مشاجرة بمنطقة الصريح والأجهزة الأمنية تحقق
كتلة نيابية أردنية تطالب وزارة الصناعة بقرارات فورية بعد خنق صوبة الشموسة ١٠ اشخاص
إدارة السير تحذر من تدني الرؤية الأفقية بسبب الضباب
إصابة شخصين بتدهور شاحنة على أوتوستراد المفرق – الزرقاء
كهرباء إربد: فصل مبرمج للتيار عن مناطق في جرش الأحد
الداخلية السورية تنشر تفاصيل جديدة عن هجوم لـ"داعش" في تدمر سقط فيه جنود أمريكيون
الروابدة يرعى المؤتمر الوطني للإدارة المحلية الذي نظّمه حزب مبادرة
ولي العهد يطمئن على صحة يزن نعيمات هاتفيا
أمانة عمّان تستعيد 18.9 ألف دينار ألقاها مواطن في حاوية النفايات
بشرى سارة للأردنيين .. تجدد الأمطار يوم الاثنين
خطة لإنشاء مواقف سيارات طابقية في السلط
اختتام برنامج "فن التعامل مع الخيول والحذو" في العقبة
التعمري يواصل التألق ويقود رين لانتصار مهم على بريست في الدوري الفرنسي
لاول وهلة يبدو ان العالم على هاوية حرب كونية وشرارتها سوف تندلع من اوكرانيا .
كانت الشرق الاوسط منطقة ساخنة للحروب والصراعات الدولية ، وكم اثارت ازماته فتيل حروب وصراعات كان وقودها
العرب : شعوبا وانظمة سياسية .
الحرب الجديدة ، وما يقع من صراع في اقصى خريطة الكرة الارضية يضع اوزاره في اوكرانيا بعد التدخل الروسي ، وتشغيل موسكو لماكينتها العسكرية الجبارة .
و ثمة حرب جديدة وليدة للصراع الروسي والاوكراني ، ولربما كانت مخفية تحت قشة كورونا التي فضحت العالم ، انها ازمة الغذاء وارتفاع كلف الانتاج والنقل ، ووقف سلاسل التوريد العالمية .
الهند قررت وقف تصدير القمح الى الاسواق العالمية ، وجاء قرار الحكومة الهندية لكبح جماح ارتفاع اسعار القمح في الاسواق المحلية .
و في ايران اندلعت مظاهرات واحتجاجات على خلفية قرار حكومي برفع الدعم عن القمح وتحرير اسعاره .
و في مصر اعلن على وجه السرعة ، وبعدما اعلنت الهند عن وقف تصدير القمح البحث عن بدائل لاستيراد القمح ، وقالت الحكومة المصرية انها ستتوجه الى المكسيك وباكستان .
و مصر تعتبر من اكبر الدول المستوردة للقمح ، وكانت قد ابرمت اتفاقا قبل اشهور لاستيراد القمح من الهند .
هذه هي الحرب الحقيقة ، صراع على الغذاء وحروب باردة على المواد الغذائية . وكما يبدو فان العالم مقبل على مجاعات وفقر مدقع ، وحروب على الطعام .
الناس غارقون في وحل الحروب اليومية من اجل لقمة العيش ، ويقاتلون ويجاهدون من اجل تلبيتها وتوفيرها لاولادهم وعوائلهم .
و يدفعون الغالي والرخيص ، وكما لو ان حقيقة الناس الوجودية والقدرية من اجل لقمة العيش ، وخصوصا في عالمنا العربي الكبير .
نبوءات التاريخ صدقت ، ومن قالوا ان العالم سوف يدخل في عصر المجاعات وحروبها ، وان الانسانية عدمية الاخلاق والمسؤولية ، وثمة فراغ روحي واخلاقي ، والمنظومة التي تحكم العالم مستبدة وظالمة اقتصاديا وسياسيا ، وغذائيا .
التهديد الكوني الحقيقي ليس بالقوة النووية ومن يملكها .. وعلى العكس ، في الازمة الاوكرانية قامت الدنيا ولم تقعد ، والعالم ينشطر في حرب الاصطفافات ما بين موسكو وواشنطن والناتو .
الارقام المتطرفة المرعبة لما ينتج يوميا من موت عابث، وقتلى بسبب انهيار في منظومة الخدمات العامة الصحية والبنى التحتية وضحايا حوداث السير والانتحار والغرق والهجرة غير الشرعية وزوارق الموت الرخيص ، وضحايا لنزاعات محلية ، واغلبها لم يكن معروفا من قبل .
لربما ان القنبلة الذرية لو تم استعمالها من الدول الكبرى تبيد البشرية في لحظة ولحظتين ، ولكن سلاح الصراعات اليومية اكثر فتكا وهلاكا للبشرية ، وهو مسكوت عنه في العقل الانساني .
وما كان لمنظمات حقوق الانسان ان تنشغل اليوم اكثر في قضايا الفقر التي بلغت ذروتها ، وان تفك اهتمامها عن قضايا الديمقراطية والحريات والحقوق المهدورة والضائعة والمعدومة ، والمنحورة .
و معقول ان انسان عاجز عن توفير رغيف الخبز وقوت عائلته ، ومعني للاهتمام والاستماع ومتابعة تقارير لهومن رايتش ووتش ومراسلين بلا حدود عن مؤشرات الحريات ، وغيرها ؟!
الخوف اليوم ليس من القنبلة النووية ، واجراس الخطر الكوني تقرعها بطون وامعاء فقراء العالم ، ومن يواجهون مصيرا ماسويا ، ولا يعرف الى اين سوف ينتهي ،وما هو المصير .
البشرية بلا اخلاق وضمير انساني ، والعالم يبدو انه تاقلم مع الموت العابث ، وما عاد ليقلق ويصاب بالدهشة من اي شيء حتى لو ان ثلثا الكرة الارضية ماتوا من الجوع والتشرد ، والتهجير القسري .
انتحار كوني ، وهناك قوى عالمية سدت ضمائرها ، ولا تسمع لاي صداء وانيين قادم من الجنوب المهمش والمنسي .
الدول المنتصرة اليوم من تملك الاكتفاء الذاتي ، والامن الغذائي ، ومن لا تموت شعوبها من الجوع ، ومن ينام مواطنوها امنين وغانمين من تناول وجبة العشاء .
الثرثرة الزائدة عن الديمقراطية وحقوق الانسان والسلم الدولي ، وغيرها لم تعد تجدي ولا تنفع ولا يطرب احد لسماعها ..
الحرب العالمية الاولى من اسباب اندلاعها اقدام شاب صربي محبط على قتل ملك النمسا 1914.
و الحرب العالمية الثانية اندلعت بسبب غزو المانيا النازية لبولندا 1939 ، واعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على المانيا .
وثمة حقيقة ثابتة ومطلقة في التاريخ ان السلام استثناء ، وان ايامه معدودات ، وفيما الاصل والجوهري في التاريخ هو الحرب وعدم الاستقرار .
فهل ستندلع الحرب الكونية الثالثة بسبب رغيف خبز والصراع على مزارع وموارد القمح وقرصنة باخرة قمح ؟