الماء في الاردن شحيح وغير كاف .
و لا تصدقوا ان ازمة المياه يمكن حلها خارج ثقافة الاستهلاك ومحاربة الهدر، ووقف الاعتداء على مصادر وخيوط المياه .
وزير المياه محمد النجار، وفريقه الفني والاعلامي في الوزارة يتابع كل شاردة وواردة، وكل شكوى وملاحظة واردة من مواطنين من اقصى الشمال الى الجنوب .
وزير المياه، لربما هو الاقل ظهورا بالاعلام، شهدته على شاشات التلفزيون مرات محدودة، ولكن في الميدان ومواقع العمل، فهو لا ينقطع كل دقيقة وساعة عن المتابعة الحية والحثيثة .
في البحث عن اسباب مشكلة المياه، فان الهدر والاعتداء يقفان بقوة وراء المشكلة .
و من دون ان نردع ونعرف كيف ان نحاسب ونعاقب المسؤولين عن الاعتداءت فمشكلة المياه ستبقى صاعدة الى حدي التفاقم والتضخم .
في قرية كركية، انقطعت المياه عن اهاليها لاسبوعين، وقامت الدنيا ولم تقعد، شكاوي واسئلة نيابية، واخبار في الصحف والمواقع الاخبارية والسويشل ميديا .
و بعد بحث وتحري تبين ان هناك كسرا في الماسورة الرئيسية، وان هناك اعتداء على خط المياه المزود، وان المياه تذهب الى مزرعة لري زيتون ودوالي عنب واشجار، صحة وعافية على جذور واغصان الزيتون، واتركوا الناس يموتون من العطش .
و اللافت كان من بين المحتجين على انقطاع المياه عن القرية «مالك المزرعة «، وهو من قام بالاعتداء على خطوط المياه .. واذا عرف السبب بطل العجب .. ولم يترك واسطة من فوق وتحت الا دق ابوابها ليتدارى عن فضيحة سرقة المياه .
مشكلة المياه نعم اقليمية ودولية . ومشكلة المياه اردنيا مستعصية وصعبة وعويصة . ومن المستحيل ان يكون حلها في وصول الاردن الى الاكتفاء الذاتي من المياه . مصر هبة النيل تعاني اليوم من العطش وازمة مياه، والعراق «ابو الرافدين» : دجلة والفرات يشتد به الكلام عن ازمة مياه، فما بالكم الاردن !؟ في وزارة المياه الفريق الفني والهندسي والاعلامي والارشادي والتوعوي لا يجلس عبثا ويضيع ويهدر اوقاته .. هناك مشاريع وخطط استراتيجية في قطاع المياه سترى النور على ارض الواقع في القريب العاجل .
و لكن،صدقوني فان الاهم في مشكلة المياه هو الارادة الصلبة والقوية .. النبي العربي محمد، قال : لا تسرف من المياه ولو كنت على نهر جار . التنظيم والترشيد ومحاربة السرف، وان نحترم حق بعضنا المتبادل في الحصول على المياه، من مفاتيح حل مشكلة المياه .
لا يحتاج الفرد والعائلة، والمنزل اكثر من حاجته الاستهلاكية من المياه ، وخزان مترين على سطح المنزل .
على ثقة اننا سوف نشرب من مياه الناقل الوطني، وكما كنا نقول من المستحيل انجاز مشروع الديسي . وقد حدث العكس، وانجز مشروع الديسي، والمياه وملايين الامتار تتدفق الى عمان .
وبعد ما رايت وسمعت من وزير المياه فلا اقدر الا ان اشكر الحكومة، واشكر الجهد المبذول، واشكر كل ما يبذل من جهد في الادارة والتخطيط نحو حل مستقبلي ناجع لمشكلة المياه .
وصلت مياه الديسي الى عمان وحلت مشكلة العطش، وسوف تصل مياه الناقل الوطني وتساهم في حل مشكلة المياه مع زيادة منسوب الاستعصاء والتحدي .. وللعلم في مشكلة المياه ثمة خفايا سياسية وضغوطات اقليمية ودولية يصعب اقحامها في كل حديث عن ملف المياه .