حسن محمد الزبن - منذ البداية لأزمة القدس الأخيرة، وما تبعها من تشنجات الحكومة الإسرائيلية، وردود فعلها تجاه الأردن، وموقفه الرسمي والشعبي ضد الاعتداءات على القدس والمسجد الأقصى، والتنكيل ومسلسلات الإذلال التي تمارس على المقدسين وغير المقدسيين من أهل فلسطين؛ فأطلقت كل أدواتها عبر شبكاتها الحاقدة، وصفحات إعلامها الممهور بوسن الكراهية، من تسويفات ومغالطات وحماقات تعمدتها ، على ألسنة لا تُحسن إلا بث ترهاتها لتتحصن بخبثها ومكرها، وتقوية جبهتها في الداخل الإسرائيلي أمام اليمين المتطرف، والمتعصبين من أعضاء الكنيست، وسماسرة الكراسي من نخب دولتها العميقة، لتثبت أنها لم تخرج عن الأحلام اليهودية، وأنها ستحقق ما وجدت لأجله، وتسعى في الخارج وأمام العالم لإعطاء صورة مغلفة بالكذب والإفتراء لتغيير وجه الحقيقة.
وأما هذا كله، اكتفى الملك بتوجيه رسالة بمنتهى الوضوح موجه للكيان الإسرائيلي " شعبي كله معي"؛ فجلالته يدرك أن الشعب الأردني بكل مكوناته، رهن إشارة منه، يرتهن للتضحية لأجل كلمة من الملك فيها الغاية الكبرى الدفاع عن الأردن وسيادته وكرامته، وذودا عن المقدسات التي حملها جلالته أمانة في عنقه، وواجبا مقدسا وشرفا عظيما وهو من آل البيت الأطهار، لا تغمض له عين إلا بسكينة ووقار المقدسات، من أي يد عابثة تسعى للخراب.
الملك بهدوء الواثق، وسياسته الحكيمة، والفكر الهاشمي العقلاني، حزم الأمر بهدوء ليلتقي العالم الأممي، والعالم المؤثر في السياسة الدولية وإقليم الشرق الأوسط والمنطقة عموما، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جون بايدن، وكل المؤثرين في عالم السياسة من أروقة البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ الأمريكي"الكونغرس"، وقيادات وشخصيات أهلية ورسمية في المجتمع الأمريكي، وشخصيات من الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، وشخصيات مهمة مدنية وعسكرية، ليعرض بوضوح كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينة، وما يتعلق بالقدس والمقدسات، وكل التداعيات في المنطقة، لأنه يدرك أن صوته ورأيه له مكان يحترم ويقدر في السياسة الدولية؛ فكان جلالته محل ترحيب هو والوفد المرافق، ووضع النقاط على الحروف، ونجح فيما مضى إليه بفتح العديد من الملفات خلال اللقاءات، وكانت الزياره موفقه لأبعد مما نأمل، وتفوق كل التوقعات التي تكتنف الزيارة.
فقد وفق جلالته بما يملك من قدرات شخصية، وبشجاعة الملك السياسي المحنك، أن يقدم طرحه الواقعي لكل محاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس والحرم الإبراهيمي، بل ويتدخل في رسم الحلول التي يمكن للسياسة الأمريكيه أن تتباها لأجل وضع حد لكل بؤر التوتر وإطفاءها ليعم الأمن والسلام.
ونجح جلالته بكسب الدعم للوصاية الهاشمية من الطرف الأمريكي على القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، وأعاد التمكين السياسي للدور المحوري الأردني في المنطقة، كما حظي جلالته بزيادة المساعدات للأردن، ودعم إقتصاده، ودعم القوات المسلحة، وتطوير القواعد الجوية الأردنية بأحدث المعدات العسكرية والتكنولوجية، وتم توقيع مذكره تفاهم لدعم الأردن ب6 مليارات و335مليون دولار على مدى خمسة سنوات قادمة, والعديد من المكتسبات التي ستكون من الأهمية بتطور ونماء كثير من القطاعات في الأردن.
وألقى الملك كلمته في نيويورك يوم 9/5/2022، في حفل تسلمه جائزة «الطريق إلى السلام»، التي تُمنح من قبل مؤسسة الطريق إلى السلام التابعة لبعثة الفاتيكان في الأمم المتحدة.
وحظيت الزيارة بإهتمام بالغ من الصحافة العالمية، والأمريكية، والعربية، والإعلام الدولي عموما، واهتمام كبير من عمالقة الكتاب الغربيين، والعرب، وتم تناولها وتسليط الضوء عليها بإسهاب وعمق لأهميتها، والتوقيت الذي جرت فيه.
ندعو الله أن ينعم الأردن بالإستقرار والأمن والطمأنينة، وأن ينعم بالخير، ونثمن الجهد الملكي الموصول لتقدم ورفعة الأردن والأردنيين.
حمى الله الأردن،
حمى الله الملك،