هذه بعض الملاحظات أقدمها ونحن على عتبات العبور إلى حياة حزبية، حسب قانوني الأحزاب والانتخاب الجديدين.
وهي ملاحظات استخلصها مِما مَرّ علينا من تجارب، ومن الواقع السياسي الذي خبرناه، ومن الأحزاب السرية والعلنية التي انخرطنا فيها.
سوف أستحضر نماذج تطبيقية، تبرهن على «مزاعمي» التي سأسوقها !
يتم تكرار الكتابة في هذا الموضوع بمناسبة ما يجري وما سيجري من تهتكات سببها «الغشمنة» والتلزيم والانتهازية السياسية.
ثمة الألغام الخمسة، التي لا يمكن لأي حزب أن يتفادى الوقوع في حقولها، حتى لو كان حزبا مكونا من سلالة «زلمة ومرا».
أمّا الألغام الخمسة:
فأولها، التنافس والتزاحم والتصارع على مراكز قيادة الحزب، التي ستنطبق عليها قاعدة «يا لعّيب يا خرّيب».
ثانيها، الصراع على تمثيل الحزب في الاجتماعات الحزبية التي ستدعى الأحزاب إليها مع الملك وولي العهد والملكة والرئيس وسوى ذلك من طبقات، والتمثيل في المؤتمرات الخارجية، وما يتصل بها من برستيج، وسفر، ومياومات.
ثالثها، مطحنة ترشيح أعضاء الحزب إلى الانتخابات النيابية وغيرها من انتخابات، حيث ستندلع نيرانٌ غير صديقة ولا رفيقة، في هذا الصراع الذي ستخالطه التدخلات ورشى المال السياسي.
رابعها، ترشيحات أعضاء الأحزاب الفائزة في الانتخابات، إلى مناصب الوزارة، والأعيان، والأمناء والمدراء العامين، والسفراء، ورؤساء الجامعات، ورئاسة وعضوية مجالس الإدارة، والوظائف العليا.
وتعال تفرج يا سلام.
خامسها، الانشقاقات والإقالات والفصل والطرد وبيانات التخوين والتشويه، الناجمة عن خيبة أمل الذين لم يطولوا العنب، أو الذين اكتشفوا الخديعة والتآمر والخيبة.
سينخدع الشبابُ، ببريق أضواء النخب والنجوم والشخصيات السياسية والدينية والفنية والاقتصادية والإعلامية، متوهمين أنهم سيملأون الساحات والميادين بالأعضاء والمريدين.
سيتوهم الشباب على السياسيين والدعاة ورجال المال والأعمال وسواهم، ظنّا أنهم يملكون التأثير، وظنا أنهم نتاج نمو سياسي سليم، في حين أن بعضهم مَحْقونٌ بمادةٍ تجعله أكبر من حجمه وواقعه 50 مرّة وسرعان ما سينفثئ.
لن يحقق المطلوب، تركيبُ أرجل من جبصين، لأصدقاء شخصيين لبعض المسؤولين، أو قرايب ونسايب وحبايب، وإطلاقهم في سباق 100 متر موانع، مع الإيطالي الصاروخ جاكوبس والجامايكي الأسطورة بولت.