لم نكن نتوقع منك في يوم من الأيام أن تحيد عن النهج وتخون الأمانه ، وتنقض العهد الذي قطعته على نفسك حين بعثت بالرساله التي تعتذر فيها لجلالة قائد الوطن عن كل سلوكياتك السابقه ، وأعربت فيها عن اسفك لجلالته وللشعب الأردني نظير ما بدر منك من إساءات حين فكرت أن تبحث لنفسك عن أمجاد شخصيه واهمة ، وطلبت من جلالته أن يصفح عنك بعد مراجعتك مع ذاتك ومصارحتك مع نفسك ، راجياً حينها طيّ صفحة الماضي السوداء في تاريخ الأردن والأسرة الهاشميه ، ووعدت أن تعود الى رشدك وتبقى الأخ الوفي لأخيه الأكبر ، واعترفت بعظمة لسانك أنك أخطأت وقلت جلّ من لا يخطئ واعترفت أنك تتحمل مسئوليتك الوطنيه ازاء ما بدر منك من مواقف وإساءات بحق أخيك جلالة الملك وبلدك خلال السنوات الماضيه وما تبعها من أحداث في قضية الفتنه التي خدعك بها اثنان من الخونة الّلذين أحطتك نفسك بهما وربطت معهما علاقة مريبة ، وهما ولد عوض الله خائن الأمانة والآخر الخبيث حسن بن زيد الذي كان على تواصل مع سفارتين أجنبيتين بقصد تغييرٍ في الحكم .
أين لك يا حمزه من ماء وجهك حين تعهدت أمام عمك سمو الأمير الحسن بأن تسير على عهد الآباء والأجداد ، وفياً لإرثهم ومخلصاً لمسيرتهم في خدمة الشعب الأردني ، ملتزماً بالدستور الأردني تحت القيادة الحكيمه لجلالة الملك ، فصفح عنك جلالته وهو الحكيم المتسامح كما صفح عنك حينها الشعب الأردني ، لكنك في النهاية كنت للأسف مخيباً للآمال ولم تغيّر ما أنت عليه .
اننا كشعب أردني نُعلنها صراحة وبصوت واحد أننا مع جلالة الملك في كل خطوة يخطوها ، وأن من يبحث عن شهرة وأمجاد شخصية على حساب الوطن فليذهب الى الجحيم ، لأن الملك والوطن بالنسبة لنا فوق الجميع ، ونقول لجلالته بعد رسالة المكاشفه والمصارحه التي وجهّها بالأمس للشعب الأردني ، والتي يوضح فيها أنه مارس أقصى درجات التسامح وضبط النفس تجاه تصرفات أخيه حمزه ، نقول بملئ أفواهنا سرْ يا جلالة الملك ونحن معك جنباً الى جنب ومن خلف قيادتك ، نفتديك أنت والوطن بالمهج والأرواح ، لأن ما يهمنا أولاً وقبل كل شيئ هو أمن الوطن واستقراره ، ولا مجاملة في قضية تمس وطننا وقياداتنا ، لقد كشفت الرسالة الملكية كل الخطوط المرتبطة بقضية الفتنة من أولها الى آخرها ، بعد أن استنفذ الأمير حمزه كل فرص العودة الى رشده ولم يغيّر شيئاً من أفعاله بعدما صار يتحرش بالحرس الملكي في عيد الفطر المبارك ويضغط عليهم لأن يقوموا بأعمال ضد مصلحة الوطن والشعب والقياده ، لكنّ النشامى من منتسبي الحرس أدّوا عملهم بمهنية عالية وباحترام شديد عندما حالوا دون رغبة حمزه بافتعال مشكله لا تليق بمكانته وصلاحياته .
لقد حاولتَ أيها الأمير والذي كنت في السابق تحظى بمحبة الناس ، لأنك هاشمي أولاً ولأنك إبن الحسين والأخ الصغير لملك البلاد ، القيام بتصرفات استعراضية لبث الفوضى واليأس بين نفوس الناس مستغلاً الظروف الإقتصادية التي يمرّ بها الوطن ، وإرسال رسائل مصورة للإعلام الخارجي متعمداً إثارة البلبلة وجذب الاستعطاف والإنتباه ، هاجمت فيها مؤسسات الوطن التي تنعم أنت بمزاياه وخدماته وطعنت مراراً في نزاهتة تلك المؤسسات ، وكنت تدّعي من خلال تلك الرسائل بأنك مظلوم ومستهدف بسبب حرصك على مستقبل الوطن ، موظفاً الخطاب الديني لكسب التعاطف ، فخرجت بذلك عن تقاليد الأسرة الهاشمية بتجاهلك لكل الحقائق والأعراف والإبتعاد عن القيم الأردنية الأصيلة .
وختاماً نؤكد جيمعاً وقوفنا مع الشرعية الدستورية التي يمثلها جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، ونشكر جلالته الذي أطلعنا على كل التفاصيل التي صمت عليها طويلاً وشكّلت له أزمة نفسية على مدار سنوات من الصبر والتحمل ، ونحن يا جلالة الملك على العهد والأمانة ماضون ، لأن يبقى الأردن سداً منيعاً آمناً مستقراً شامخاً ، عصياً على كل الفتن والتحديات ، وقوياً بوحدة شعبنا الأبي وتماسكه لأجل مصلحتنا الوطنية العليا .