زاد الاردن الاخباري -
يجد بعض الناس حرجا في إبداء رأيهم الصحيح حول قضية المرأة ودورها في المجتمع، لأنه رأي يظنونه يتعارض مع الرأي العام أو الشعور العام، والرأي المعارض لوضع المرأة الذي استحدثته الحضارة الغربية، إذا كان في البداية رأيا ضعيفا وغير مؤثر أصبح الأن بعد ثبوت فشل الوضع المستحدث الطارئ على البيت الإسلامي رأيا قويا ولكنه كامن في الصدور التي ذاق أصحابها مرارة التجربة الفاشلة، وهي تعليم المرأة العلم الذي يجعل منها عاملة وموظفة ويحرمها من العلوم التي تعينها على مواجهة واقعها وحياتها ودورها كأم ومديرة ومدبرة لشؤون الأسرة وراعية للأبناء، الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق .
فلو نظرنا إلى مخرجات الأمهات قديما بالرغم من قلة تعليمهن، ومخرجات الأمهات حديثا بعد تعليمهن لنجد الفرق واضحا، فالتعليم لم يكن أهدافه خدمة وبناء الإنسان، بل خدمة أصحاب رؤوس الأموال وبناء ثرواتهم، حتى الأبوين أصبحا في نظر الأبناء مصدرا رئيسيا للمال فقط، فهذا ما زرعته في النفوس الفلسفة الغربية للتربية والتعليم .
بعد النتائج السيئة الكارثية العديدة على المجتمع والأسر بسبب الحرب الفكرية والروحية التي يشنها إبليس وذريته على الناس، أصبح الموقف بحاجة للتفكير من أجل إعادة ترتيب وتنظيم شبكة العلاقات الاجتماعية والسياسية والبيت الإسلامي ، وهو البيت الوحيد من البيوت الإنسانية الذي يملك إرثا دينيا وروحيا وفكريا وثقافيا واجتماعيا غنيا بالمعرفة التي تتطلبها المواجهة والحرب الفكرية الروحية الدائمة مع إبليس وذريته .
يتحدث الساسة عن ( الاستقرار ) وهناك مظاهر الاستقرار في بعض الدول، ولكنه استقرار ظاهري في أحسن أحواله، وفي الباطن دمار وانهيار وتفكك اجتماعي واسري وأمراض نفسية وعاهات عقلية مدمرة للفرد و الأسرة التي فقدت الأم المتفرغة المدركة الواعية المتعلمة للعلم الذي يعينها على أداء دورها ومهمتها في إدارة شؤون الأسرة وفي رسم وتنفيذ سياستها التربوية والروحية والصحية والغذائية والاجتماعية لرعاية وتربية وتعليم الأبناء وتسليحهم بالسلاح الذي تتطلبه الحرب الفكرية الروحية التي تشنها الشياطين على البشرية .
إن العلماني المصاب بوهم الاستغناء عن الله جل قدره والذي لا يعيش تفاصيل الحياة بوعيه الكامل بسبب جهله بحقائق الأشياء، يصعب عليه فهم واستيعاب حقيقة عدونا الأول والدائم الذي حذرنا الله عز وجل منه ونهانا عن اتباع خطواته، وهو إبليس الذي له خطوات في كل مجالات الحياة كالمجال السياسي والاجتماعي والتربوي والتعليمي والاقتصادي والإعلامي والصناعي والزراعي ...الخ ، كما يصعب عليه إدراك أن من الممكن أن يكون للشيطان سلطان على الإنسان، أي أن يكون له يد في بناء أفكاره ومفاهيمه وتصوراته بعد ما يفقد أمنه الفكري والروحي، أو أن يجعل منه شيطانا من شياطين الإنس بعد ما يتحد كيانه الإنساني مع كيان شيطاني، والجهل بتلك الحقائق وعدم وضعها بالاعتبار عند ترتيب شبكة العلاقات الاجتماعية والسياسية ورسم السياسات، وعند وضع مناهج التربية والتعليم أدى إلى حدوث آثار سلبية كثيرة على المجتمع والأسرة والفرد .
المفكر الإسلامي / محمد عبد المحسن العلي- الكويت