زاد الاردن الاخباري -
أكد استاذ الوبائيات في جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور أنور بطيحة ان الجدري العادي أشد من فيروس جدري القرود من حيث الأعراض وسرعة الانتشار.
وأضاف في تصريح ان أعراض فيروس جدري القرود تشابه الجدري العادي، لكنها أخف بكثير، ففيروس الجدري العادي هو أقوى ويسبب مرضا اشد، ويترك اثارا دائمة بالجلد عادة، كما ان انتشاره اسرع، في حين أعراض جدري القرود تكون خفيفة كارتفاع الحرارة وتعب بالجسم والصداع، وفقدان الشهية مصحوب بطفح جلدي موزعا على الوجه والعنق واليدين.
واعتبر بطيحة ان الأعراض الشديدة المرافقة لفيروس جدري القرود والحالات الشديدة تكون عادة نادرة، ولا يسبب الفيروس خطورة إلا اذا ترافقت حالة المصاب مع التهاب بالجلد او التهاب رئوي، او كان شخصا من ذوي المناعة المنخفضة، وأصبحت لديه مشاكل ومضاعفات، لكن بالأوضاع الحالية فإنه لا يشكل المرض 1% من الوفيات، كما ان معظم الحالات لا يتم إدخالها للمستشفيات.
وفيما يتعلق بطريقة العدوى، أشار الى انها تحتاج لملاصقة تامة مع الشخص المصاب وتحديدا مع الطفح الجلدي، فالسوائل التي تخرج من الطفح هي التي تتسبب بالعدوى، وبالتالي ضرورة غسل الأيدي بشكل جيد اذا تم ملامستها، أو احيانا يكون الطفح بالفم والأنف، ومن الممكن نقل العدوى بحالات خاصة عن طريق العطاس.
أما الفئات العمرية التي قد تكون أكثر عرضة للعدوى، لفت بطيحة الى انها الأطفال الصغار جدا، لأنهم أكثر عرضة للفيروسات من الكبار، ناهيك عن ان الأشخاص الكبار قد تلقوا في وقت سابق مطعوم الجدري العادي، والذي من الممكن ان يعطي نسبة حماية من الفيروس، مبينا ان تطعيم الأطفال ضد الجدري توقف منذ الثمانينات، لأنه استؤصل وانتهى منذ ذلك الوقت بفعل المطاعيم والجهود العالمية الكبيرة حينها.
واستبعد ان ينتشر جدري القرود على نطاق واسع، حيث ان احتمالية ذلك قليلة جدا، بالإضافة الى عدم اعتقاده بأن هذا الفيروس سيشكل خطرا حقيقيا على الأشخاص، فهو يأتي بشكل فردي وعدد حالاته قليلة، وانتشاره ليس كالفيروسات التنفسية مثل الانفلونزا والرشح وكورونا.
وبين ان هناك تضخيما للأمور في موضوع فيروس جدري القرود، لأن أعداد الفيروسات هو هائل بالعالم، وتحدث باستمرار، إلا انه لا توجد ضجة اعلامية بخصوصها، لافتا الى ان بعد وباء كورونا أصبح تسليط الضوء على الأوبئة بشكل واسع، بغض النظر عن مدى خطورتها او سرعة انتشارها.
ففي الأردن وفق بطيحة، يوجد أمراض مختلفة سببها فيروسات، كحمى ذوابة الرمل، وحمى عرب النيل، وغيرها من الفيروسات، متوقعا ان لا يشكل جدري القرود وباء عالميا او محليا، وحتى لو أصيب به أشخاص لدينا فإن الحالات لن تكون كبيرة، ولن تتجاوز كونها مجموعة حالات فقط.
وعلى الرغم من قلة خطورة هذا الفيروس والتضخيم الإعلامي له كما أوضح بطيحة، إلا ان ذلك لا يعني ان يتم تجاهله تماما، فيجب ان تتم توعية وتحذير المخالطين والكادر الطبي، لاتخاذ الاجراءات اللازمة لعلاج الحالات، وعدم نقل العدوى لاخرين، مؤكدا عدم ضرورة اتخاذ اجراءات رسمية من قبل الجهات المعنية بشأنه، كما حدث خلال وباء كورونا.