أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مذكرة نيابية تطالب الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور الأردن .. 3 سنوات سجن لشخص رشق طالبات مدارس بالدهان بعمان اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات. أوروبا "مستعدة للرد" في حال حدوث توترات تجارية جديدة مع واشنطن أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات البيت الأبيض: بايدن وماكرون بحثا الجهود الرامية إلى وقف النار في لبنان منتدى الاتصالات يكرم 19 شركة فازت بجوائز الابتكار من 7 دول بالبحر الميت دوري الأمم الأوروبية .. مواجهات نارية في دور الثمانية ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي مجلس النواب ينتخب لجانه الدائمة الاثنين المقبل الترخيص المتنقل ببلدية برقش في اربد غدا إعلام إسرائيلي: الاشتباه بعملية تسلل على الحدود مع الأردن وزير الأشغال يتفقد سير العمل بمشروعي إعادة تأهيل طريق الزرقاء-المفرق وتحسين مدخل الأزرق مصدر إسرائيلي: مذكرة الجنائية ستصعّب سفر نتنياهو لأوروبا مهم من السفارة الأمريكية لطلبة الجامعات الأردنية هيئة الطاقة تدعو شركات التوزيع لتوسيع تركيب عدادات الكهرباء الذكية رئيس كولومبيا: إذا زار نتنياهو وغالانت بلادنا فسنعتقلهما الأرصاد يكشف مؤشرات مقلقة جدا وصافرة إنذار للعالم الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لغزة الأسبوع الماضي أوستن: القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستدخل الحرب ضد أوكرانيا "قريبا"
تفضيل السيء على الأسوأ؛
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تفضيل السيء على الأسوأ؛

تفضيل السيء على الأسوأ؛

24-05-2022 07:00 AM

د. أحمد الحسبان - ما أسوأ أن يوضع المرء بين خيارين أحلاهما مرّ، وأن يغسل دماغه بنظرية أقل الخسائر، ثمانون جلدة أفضل من مئة، وصفعتان على الوجه أفضل من ثلاثة، فاتورة الكهرباء ذات الثلاثين دينار المدعومة أفضل من ذات الخمسين غير المدعومة، وهي بالأصل لم تكن تتجاوز العشرين، هذه هي سياسة جحا الحكيم؛ لاقناع صاحب البيت الضيق بأن بيته واسعاً اذا أخرج الديك والماعز والحمار المضافين لقاطنيه افتراضا حتميا لوضع أسوأ.

عندما يكون الطمع سيد المواقف كلها، تطبق نظريات قبول الواقع، بل ويفرض واقعا أسوأ ليظهر السيء أجمل وأرحم وأكثر قبولاً، فالتدرج السلبي نحو الهاوية مخيف، ويجعل من أكتاف الوادي ملاذات أمن نفسي قبل السقوط السحيق الآتي لا محالة، وهذا نوع من التلاعب بسيكلوجيا الجماهير، في غياب الوعي الفردي والجماعي معاً، ولكنه على درجات، تبدأ بقمع التفكير وتنتهي بقمع التدبير.

لم تعد نداءات المقاطعه تفيد، فاطفاء الكهرباء ساعة كل جمعه، او ايقاف التحرك بالسيارات كل سبت، لن تجدي نفعا الان، ارباح الطماعين وصلتهم مسبقاً برفع اسعار الطاقة بجميع اشكالها حتى لو نامت الشعوب في الكهوف، فات سبت اليهود، وتقدمت العقول الذكية بحركات استباقية على رقعة الشطرنج، جعلت من ردات الفعل حركات قديمة لا تقدم ولا تؤخر، ولا مناص من اتباع سياسة الدفاع المستكن بدلاً من هجوم الند للند، ونجحت افكار الردع الاستباقي لأي فكر قد يتقد.

التفكير الاسلم الآن هو فعلا ترشيد الاستهلاك فقط، وليس المقاطعات ولا المظاهرات، فمثلاً؛ مصباح واحد لغرفة يكفي ويغني عن اربعة سبوتات بالسقف، اضاءة خارجية لكامل السور لا داعي لها، يكفي اضاءة المدخل فقط ولغاية الساعة العاشرة ليلا حيث انتهاء الزيارات المحتملة، ماء الكولر البارد لن يستخدم خلال الليل والناس نيام، واللحوم المجمدة في المبردات لا داع لها لاسبوع او لاسبوعين قادمين، فهذا تحميل للمبردات بما لا قد تحتاجه، وكل السلع متوفرة ولسنا في حرب ولا طوارئ، طارد قارس في هذا الجو المعتدل اوفر استهلاكا للكهرباء من تشغيل مروحة سقف او جنب، غرفة مضاءة لا احد فيها اسراف وتبذير، سخان شمسي عادي يكفي لتسخين المياه نهارا، فلننظر لحياة اهل الغرب في افلامهم ومسلسلاتهم، يكتفون بالقليل من الاضاءة بما يكفي تحركهم او دراستهم في البيت. ولتكن ثقافة التوفير والتدبير لدينا بديلا عن ثقافة المقاطعات او المظاهرات والمناكفات.

خلاصة القول؛ السيء هو من صنع انفسنا، والاسوأ هو من صنع الطماعين والمحتكرين والمتنفذين، ليس مهما اننا - بما تعودنا عليه من نمط استهلاكي غير مرشد - قد نكون نحن سبب ارباحهم وطمعهم من حيث لا ندري، ولكن الأهم هو الوصول لثقافة ترشيد الطاقة لوقف نزف الجيوب وهدر المصادر، وبعد ذلك لا يهمنا من سيخسر او من سيربح، ونطلب من الله البركة فيما رزقنا - اذا حافظنا عليه، (لا يضركم من ضل اذا اهتديتم).

د. أحمد الحسبان.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع