اخبار كثيرة كتبت في الاعلام عن شاغر مدير دائرة الاراضي والمساحة، وان المدير الحالي مكلف بالوكالة .
و لا اجد مبررا وسببا كافيا ومقنعا يدفع الحكومة الى المماطلة اربعة اعوام لتعيين مدير عام لدائرة الاراضي والمساحة .
النواب طرقوا موضوع تعيين مدير عام لدائرة الاراضي والمساحة تحت القبة، وعلى مسامع الحكومة .
و لا يفهم، لماذا لا تعين الحكومة مديرا لدائرة الاراضي والمساحة ؟ المدير الحالي محمد الصوافين، ويشغر الموقع بالوكالة منذ اربعة اعوام .
وقد وقع ظلم اداري كبير على الصوافين، وهو يقوم بمهام مدير عام ويتقاضى راتب موظف عادي بموجب قانون الخدمة المدنية .
الصوافين احدث ثورة بيضاء في دائرة الاراضي والمساحة .
حارب الرشاوي، وادخل ادارة الاراضي الى العصر الرقمي والتحول الالكتروني، وانجاز معاملات الفرز وازالة الشيوع والتنظيم واصدار المخططات عن بعد «اون لاين « .
و معاملات» ازالة الشيوع «، كان المنتازعون يمضون 5 اعوام واكثر في المحاكم لاقرارها، وفيما اليوم اقرت تعديلات على قانون الاراضي والانظمة وبسطت الاجراءات، جعلت من اكبر واعقد قضية «ازالة شيوع» يتم انجازها في دائرة الاراضي خلال اقل من 3 شهور .
وقاوم وردع الاعتداء على اراضي الدولة . واشتبك مع هوامير يعتدون على اراضي الدولة .
و اقام عدلا وظيفيا لموظفي دائرة الاراضي، وانهى حالة الاحتقان الوظيفي، ووضع اسسا عادلة ومتزنة للعلاوات والمكافات والرتب الادارية والترقيات والتنقل .
وانقطع كلام موظفي الاراضي الزائد المحتقن عن الظلم الوظيفي والبحث عن العدالة والمساواة .
في فقه الادارة واصلاحها، ومهما سمعنا من كلام عن اصلاح اداري، فالاهم هو تثبيت قيم العدالة والمساواة الوظيفية .
ارى دون مواربة انها انجازات، وهي عناوين نجاح يشهد بها الداني والقاصي لمدير الاراضي بالوكالة محمد الصوافين، فلماذا لا يتم تعيينه مديرا اصيلا ؟ في الجهاز الحكومي، واذا ما اردنا التوصيف والمعالجة، فان المدراء العامين والامناء العامين استقرارهم اهم من الوزراء .
يعين الوزراء، واكثر ما ينشغل الوزراء في السياسات العامة ورسم الاستراتيجيات، والانشغال بالرقابة النيابية والسياسية، والمؤتمرات والاجتماعات العامة، وصلاحية الوزير عامودية .
ويبقى الشغل اليومي المرتبط في مصالح الناس و المراجعات والقضايا ، والروتين الاداري بين يدي الامناء العامين والمدارء العامين . فما بالكم عندما يكونون معينين بالوكالة، وسلطتهم منزوعة وغير وافرة ؟!
و انا اكتب هذه السطور سالت نفسي اكثر من مرة، الموظف المجد لماذا لا يكافأ ويكرم وظيفيا . وعندما يسقط مدراء بالبارشوت، فما يصيب الصف الثاني والثالث من الموظفين سواء الاحباط والياس، وقلة الحيلة .
رئيس الحكومة شجاع وعادل، ولا يحب ان يقع ظلم على احد . والرئيس منحاز، ويقف في صف محاربي الفساد، ويقاوم من يستقوون على الدولة وسيادة القانون .
اتمنى ان نسمع اخبارا طيبة في موضوع تعيين مدير عام لدائرة الاراضي، وان يقع الاختيار الحكومي بعدالة وشفافية ونزاهة على الرجل المناسب .. ومن المفترض ان لا تبقى ادارة حكومية حساسة ومهمة كالاراضي شاغرة دون مدير عام معين رسميا .