زاد الاردن الاخباري -
نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي "INNS" دراسة من سلسلة تقارير "نظرة عليا" حول سعي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لهزيمة "إسرائيل" من خلال معركة الوعي والرواية، في الوقت الذي يصارع فيه الكيان لإثبات روايته للأحداث.
وجاء في التقرير الذي نشره المركز، أن حركة حماس تعمل خلال العام الأخير، وخاصة خلال موجة العمليات الأخيرة على أن تقدم نفسها كحامية للقدس، وأنها هزمت "إسرائيل" على الأرض بينما يجد الكيان صعوبة في ترميم الأضرار التي تلحقها حماس بالرواية الإسرائيلية، كما يفشل الكيان في التعبير عن قوته العسكرية كما يجب أمام الجمهور الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء.
وتساءل معدو التقرير "كيف بالإمكان الانتصار في لعبة الوعي؟".
معركة شرسة
وبين التقرير أن معركة شرسة غير مسلحة يدور رحاها بين حماس والكيان، وهي معركة الوعي أو رسم "الرواية" التي تحدد الإنجازات لكل طرف على المستوي المحلي والإقليمي وحتى العالمي، "إذ تبذل حماس جهودًا كبيرة في إظهار نفسها أنها قوية أمام الكيان عبر الحديث عن عدة جوانب، ومنها أن الحركة تعرض نفسها كحارسة للقدس، وتهدد بإطلاق الصواريخ حال المساس بالأمر الواقع، كما توجه حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل إسرائيل لتنفيذ العمليات، وتطلق الصواريخ من لبنان".
وأشار التقرير إلى أن "معركة الوعي التي تديرها حماس تضع إسرائيل أمام تحدٍ كبير، حيث ترسل حماس برسائل إعلامية للجمهور الفلسطيني تتناسب واستراتيجية الحركة، كما يقتنع الجمهور الإسرائيلي برسائل حماس ويعطيها وزنًا أكبر من قدرة حماس الفعلية على أرض الواقع، واستغلت الحركة العمليات لبث الرعب في صفوف المجتمع الإسرائيلي، وكان لها ذلك".
وجاء في التقرير أن "المعركة على الوعي التي تديرها حماس منذ عملية حارس الأسوار (سيف القدس– مايو/ أيار 2021) معدة لتخدم عدة أهداف استراتيجية، الهدف الأول: تحويل مركز القتال من غزة في هذه المرحلة، وهي المنطقة التي تستطيع فيها إسرائيل إلحاق الضرر الكبير بحماس عبر عملية عسكرية مباشرة، إلى جبهات شرقي القدس وعمق إسرائيل، وهي خاصرة إسرائيل الضعيفة، وبالتالي فتشعل حماس الأوضاع دون أن تدفع الثمن في القطاع، وترى فيها إسرائيل محركة للعمليات في المنطقة".
وحول تسمية حماس حرب أيار بـ"سيف القدس"، أشار التقرير إلى أن "إسرائيل ساعدت حماس في دعايتها عندما أطلقت على العملية "حارس الأسوار، حيث نجحت الحركة– وفقاً للتقرير– في تسويق روايتها على الجمهور بأن يدها كانت وستبقى العليا، وهكذا فقد عززت مكانتها كحامية للأماكن المقدسة في القدس".
أما على صعيد الرسائل الإعلامية التي ترسلها حماس؛ فذكر التقرير عدة رسائل منها "أن الحركة هي من تقف خلف سلسلة العمليات والمواجهات في الأقصى والضفة الغربية، ومن بينها تبني المسؤولية عن عملية "أرائيل"، وزيادة اللهب في الأقصى والتركيز على السيادة على المكان بهدف زيادة الضغط السياسي على اسرائيل، وتعزيز مكانة حماس كتنظيم يحرك ويوجه النضال الفلسطيني المباشر ضد إسرائيل، بالاضافة للتدخل في السياسة الداخلية الإسرائيلية عبر ممارسة ضغط مباشر على حزب القائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس سعيًا لاقناعه بالانسحاب من الائتلاف الحكومي".
كما تسعى الحركة– وفقًا للتقرير– لإرسال رسائل قوة عبر ناطقيها وقادتها، ومن بينهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية الذي أكد أن القدس والأقصى هي لب الصراع، وأن حماس وحلفائها فرضت معادلة جديدة في المنطقة، بينما هدد قائد حماس في القطاع يحيى السنوار بأن اقتحام الشرطة الإسرائيلية للأقصى سيشعل حرباً دينية إقليمية، ووصف إسرائيل بأنها أوهن من بيت العنكبوت، وطلب من كل فلسطيني حمل بندقية او بلطة والخروج لقتل اليهود.
وتحدث التقرير عن أن الكيان "سقط في الحفرة والمصيدة التي رسمتها حماس، حيث ساهمت وسائل إعلام إسرائيلية وشبكات التواصل العبرية في إدخال الهلع في قلوب الإسرائيليين لتخدم بذلك دعاية حماس وتسهم في إضعاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
الحلول المقترحة لمواجهة حماس
وحول الحلول المقترحة لمواجهة حرب الوعي التي تديرها حماس، أوصى معدو التقرير بعدة نقاط على رأسها تقييد عمل وسائل الإعلام والمحللين السياسيين والعسكريين حتى لا يخدموا رواية حماس بشكل مجاني، حيث ينسب هؤلاء لحماس وبشكل حصري المسؤولية عن موجة العمليات الأخيرة والمواجهات في الكيان.
وشدد التقرير على أن "ترديد رسائل الخصم دون فلترة وفهم معمق من شأنها مضاعفة قوة حماس التي تعول على غباء الإعلام الإسرائيلي في نقل رسائلها وتعظيم قوتها".
ودعا معدو التقرير إلى تنفيذ "هجمات دعائية مضادة لدعاية حماس تجاه الفئات المستهدفة من دعاية حماس؛ سواءً كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين، ومهاجمة دعاية حماس وتفنيدها، بالإضافة إلى العمل على المستوى الدولي الذي يميل للرواية الفلسطينية.
وأوصى التقرير بزيادة النشاط الإعلامي الإسرائيلي، وخاصة عبر الوسائل الإلكترونية، وخلق نوع من الثقة في الرواية الإسرائيلية عبر طابور من المؤثرين الإسرائيليين على الجمهور في الداخل والخارج.