حسن محمد الزبن - الاستقلال ليس يوما عاديا، وليس مجرد احتفالية نكرسها كجزء من تراثنا الوطني، عبر باقة البهجة من المراسم التقليدية، ونعكف للتحضير لها، نتوجها بالأغاني، والموسيقى، والأهازيج الوطنية، والدبكات الشعبية الفلكلورية في الحاضنة الكبرى للمناسبة العاصمة عمان، وتمتد لباقي المدن والقرى والبوادي في المملكة، وهي تتزين بالفرح، وثوبها الجديد.
المعنى أكبر من أن نتجاوزه باحتفالية يوم، والأهم أن نكون على قدر الوفاء لمن صنعوا الإستقلال من طلائع الأردنيين، حينما التفوا وتكاتفوا حول المؤسس عبدالله الأول، وقدموا ثمرة وعيهم السياسي المبكر، هدية للأجيال من بعدهم، بإمضاء عروبي قومي هاشمي.
وعلينا أن نؤمن أن تعاضدنا ووقوفنا أسرة واحدة متوافقة، متصالحة مع نفسها، كفيل بمواجهة المؤمرات التي تستهدف النيل من الوطن، ويمنحنا القوة لحماية المنجز، لنؤكد للعالم ثوابتنا التاريخية التي لا تنزاح عن الوقوف خلف القيادة الهاشمية التي حملت الرسالة، وآمنت بالنهضة، وتصدرت لكل الخطوب بقناعات وإرادة حرة، لينعم الأردن بالرفعة والإزدهار.
والإستقلال يعني أن لا ننسى أن النشامى في الجيش العربي، يرابطون على الثغور، يحتضنون القرآن في قلوبهم، ويحملون بأيديهم البندقية والرشاش، ليس إلا لأجل الوطن والدفاع عنه، ولا ننسى في غمرة احتفالنا أن أحلام العناكب السوداء تقترب من أسوار الحدود من الجهة الشمالية الشرقية، بثوب الملالي طمعا في إختراقنا، والعبث والتخريب، وتعكير الأمن والإستقرار، والتطاول على حدودنا للوصول عبرها، ومحاولة التسلل إليها نحو الجيران العرب من دول الخليج، لكننا بعون الله سنكون أول الحلم العربي على عهدنا، وسنكون آخره بإذن الله.
ولن ننسى في هذا اليوم أن أسوار القدس وباحات الأقصى،واللطرون، وباب الواد، والسموع وجنين، وأرض الجولان، وأرض الكرامة، وضفاف النهر، ستبقى معطرة بالدم الزكي للشهداء من أبناء الجيش العربي، وستبقى ذكراهم صفحات المجد والفخر على مر الأيام.
ولن نقبل أن تتعثر مسيرتنا، أو تخبوا قوتنا، وسنظل على عهد الطلائع ممن سبقونا، أهلا للدرب الصعب، وأكثر إيمانا ووفاءا وانتماءا لعقيدتنا وعروبتنا ، وسيبقى الأمل بالمستقبل ملحمة التحدي والطموح والصمود.
حمى الله الأردن،