الخلايلة: «استحداث الذراع الاستثماري» لدعم البرامج الوقفية

الخلايلة: «استحداث الذراع الاستثماري» لدعم البرامج الوقفية

زاد الاردن الاخباري -

جاءت انجازات وزارة الاوقاف والمقدسات الاسلامية عبر عمر الدولة الاردنية جزءاً يكمل الصورة الكبيرة للانجازات في جميع مناحي الحياة التي تسارعت مع انتزاع المملكة لاستقلالها قبل 76 عاما.

وفي لقاء مع وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور محمد الخلايلة سلط خلاله الضوء على اهم ما تم البناء عليه من انجازات في الوزارة عبر عشرات السنين من الاستقلال.

والبداية كانت مع استحداث مديرية استثمار الوقف النقدي التي يعتبرها الخلايلة الذراع الاستثماري للوزارة والمتخصصة باستثمار الاموال الوقفية لتحقيق عوائد افضل للوقف ودعم البرامج الوقفية، كما ان المديرية تطمح لتقديم الدعم الاجتماعي لموظفي وزارة الاوقاف من خلال اعطائهم نسبة مرابحة مقبولة لتأمين سكن كريم لهم، بالإضافة الى دعم الاقتصاد الوطني من خلال مشاريع استثمارية رائدة تساهم في تشغيل الايدي العاملة وتأمين عيش كريم لهم.

واستذكر الخلايلة ما قامت به الوزارة أثناء جائحة كورونا، حيث قام صندوق الزكاة بتقديم مساعدة للمتضررين من الجائحة وبلغ عدد الأسر المستفيدة حوالي نصف مليون أسرة بمبلغ إجمالي بلغ نحو ثمانية ملايين ونصف المليون دينار، بالاضافة الى ما قام به الصندوق خلال شهر رمضان الماضي بتسليم أول مسكن لاسرة كانت تسكن بمنزل متهالك آيلًا للسقوط في منطقة فاع بمحافظة المفرق بتكلفة إجمالية بلغت23 الف دينار.

كما قام صندوق الزكاة بالسداد عن اكثر من 7500 غارمة ضمن مبادرة اطلقها جلالة الملك العام 2019 بقيمة مالية تزيد على 4.5 مليون دينار.

وتابع الخلايلة: استحدثت الوزارة قسم النافذة الواحدة وذلك لتحسين جودة أداء الخدمة المقدمة وتقديم خدمات متميزة والحصول على مختلف الخدمات التي تقدمها الوزارة عبر نافذة واحدة ومن خلال موظف واحد شامل، وفى اقل وقت، وبكفاءة وجودة عالية وفقاً للأنظمة والتشريعات في الوزارة، علماً بانه تم تجهيز بنية تحتية شاملة تخدم متطلبات العمل وفقاً لأفضل المعايير والمواصفات، ويجري الان العمل على تبسيط اجراءات الخدمات المقدمة وتحويلها الكترونيا بالكامل مع حلول عام 2025.

وبين انه ولتعزيز منهج التواصل والشفافية ومتطلبات التطوير المؤسسي، تم إطلاق الموقع الإلكتروني للوزارة بحلته الجديدة ليكون وسيلة ونافذة لنشر ما يتعلق بالمسجد والوقف وإيصال الكلمة الطيبة من خلال رسالة الاوقاف السامية، بالإضافة الى التواصل بما يستجد على صعيد برامج عمل الوزارة ونشاطاتها، وتعد هذه الانطلاقة الجديدة للموقع الإلكتروني للوزارة خطوة على نحوٍ يتماشى مع التطورات التقنية الحديثة وانسجاماً مع خطة الحكومة الإلكترونية التي تتبناها المملكة، ويوفر الموقع نافذة متجدّدة لإبراز رؤية الوزارة، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية الخاصة بنشاطات الوزارة.

ولأن التشريعات والقوانين تعتبر المنطلق الصحيح لتطوير العمل وتحسين الاداء لفت الخلايلة الى ابرز ما تم انجازه في هذا المجال وهو قانون وزارة الاوقاف والشؤون والقدسات الاسلامية رقم (32) لسنة 2001 وقانون الصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة رقم (15) لسنة 2007 بالاضافة الى انشاء مديريات وايجاد انظمة تضبط عمل مختلف المديريات في الوزارة.

واوضح الخلايلة الدور الذي تقوم به الوزارة من اشراف ومتابعة حثيثة لكل التوجيهات الملكية السامية لشؤون القدس والمسجد الاقصى ضمن العناية الهاشمية التي تتمثل بالوصاية على القدس والمقدسات التي تعتبر من صلب عمل الوزارة، فجاءت المشاريع التي انجزت في المسجد الاقصى مهمة في الدفاع عن قضية القدس وعروبتها في المحافل الدولية واهمها اعادة بناء منبر صلاح الدين ووضعه في موقعه الطبيعي في صدر المسجد الاقصى عام 2007، والمنبر يتألف من 16500 قطعة مركبة بطريقة التعشيق دون استخدام البراغي او الغراء او اية مادة لاصقة، اضافة الى اعادة تشكيل مجلس الاوقاف في القدس عام 2019، والعديد من المشاريع والقرارات التي تحمي المقدسات وتشجع صمود المرابطين في القدس، علما ان الميزانية السنوية لاوقاف القدس الشريف والمسجد الاقصى من ميزانية الحكومة الاردنية ما قيمته 12 مليون دينار سنويا يضاف اليها ما يتبرع به جلالة الملك بصورة مباشرة.

ولفت الى ما قامت به مديرية شؤون الوعظ والإرشاد من استمرار المجالس العلمية الهاشمية ذات الاهتمام الواسع بالقضايا الدينية التي يناقشها ثلة من علماء العالم الاسلامي كل عام في شهر رمضان، وانشاء معهد الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لاعداد الدعاة وتأهيلهم ورفع كفاءة عموم العاملين في مجال الدعوة كما تضطلع المديرية بشرح رسالة عمان التي بدأت بيانا مفصلا اصدره جلالة الملك ليلة السابع والعشرين من رمضان في العام 2004 واعلن جلالته على الملأ حقيقة الاسلام الواضحة ونقاءه من كل شائبة وبيان الاعمال التي تمثل الاسلام.

واشار الخلايلة الى المكرمة الملكية لتزويج الائمة والتي بدأت منذ العام 2003، مستذكرا كلمات جلالته التي اكد خلالها على اهمية الدور الذي تقوم به وزارة الاوقاف «رسالتكم نبيلة، ودوركم مهم، في خدمة بيوت الله ونشر رسالة الاسلام السمحة ومكارم الاخلاق» حيث اضاف جلالته منبها الى دور الائمة والوعاظ في الوزارة: «مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الائمة والوعاظ في الارشاد وتعزيز قيم التكافل والتراحم والبر والاحسان واننا بحاجة الى تطبيق تعاليم الدين الاسلامي الحنيف، الذي يركز على حسن التعامل بين الناس والمبني على التسامح والاحترام والمحبة».

ونوه الخلايلة الى النهضة الوقفية العلمية التي شهدتها المملكة لاحياء الوقف التعليمي والارتقاء بالحث العلمي من خلال انشاء وقفيات علمية تحمل اسم جلالة الملك لنشر فكر علماء الامة ووصلت حتى الان الى اربع وقفيات لدراسة افكار الأئمة الغزالي والرازي والسيوطي والنووي.

كما كان لخدمة القران الكريم والعلم الشرعي مكان في هذه الانجازات حيث تم ابتعاث اكثر من الف طالب للدراسة الاكاديمية للعلم الشرعي وابتعاث المئات من الائمة والخطباء لتلقي الدبلوم التدريبي، ناهيك عن العناية بالمراكز الصيفية ودور القرآن الكريم والتي تعمل على زيادة الوعي الديني لدى ابنائنا وبناتنا في اطار وسطية الاسلام.

وعند الحديث عن القرآن الكريم لابد من التعريج على المسابقة الهاشمية العالمية للقران الكريم للذكور والاناث التي يشارك فيها متسابقون من حوالي اربعين دولة سنويا. كما للوقف التعليمي والصحي مكانا في هذه الانجازات، حيث تم افتتاح مستشفى المقاصد عام 2014 باعتباره الوقف الصحي الاول والوحيد في المملكة، وحث الخلايلة المتبرعين لتقديم الزكاة والصدقات لدعم المحتاجين ببناء المستشفيات والوقف الصحي بمختلف اشكاله والتبرع للوقف التعليمي على غرار مدرسة محمد صايل الحسبان في مدينة المفرق ومدرسة احمد حمدان غنيمة في عين الباشا.

اما عن المساجد والعناية بها، بين الخلايلة ان ما يقارب 60% من المساجد في المملكة البالغ عددها حوالي 6650 بنيت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، منوها بمسجد الملك الحسين الذي يحمل طابعاً حضارياً بيئي مميزاً من الطراز العالمي، ومتحفه الاسلامي الذي افتتح في ايار 2012 ويحتوي على عدد من الاثار النبوية الشريفة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها: شعرة من لحيته، والرسالة التي ارسلها الى هرقل عظيم الروم يعرض عليه الاسلام، لافتا الى اهتمام الهاشميين بمقامات الانبياء والصحابة عبر إعمارها حيث تم اعمار اكثر من عشرة مقامات لصحابة رسول الله اخر عشرين سنة.

ومن الانجازات في اعمار المساجد ما تم باستخدام الطاقة المتجددة حيث بلغ عدد المساجد التي شملها تركيب انظمة الطاقة الشمسية في المملكة حوالي ١٨٦٤ مسجدا بنسبة ٢٦% من اجمالي عدد المساجد وبنسبة وفر في فاتورة الطاقة السنوية تقارب ٣٥%.

وللمرأة نصيب في هذه الانجازات عبر مديرية الشؤون النسائية والتي تعمل على تفعيل دور المرأة في الوعظ والارشاد وانعكاسه على المجتمع، كما تشرف المديرية على تنظيم مسابقة دولية للاناث لحفظ القران الكريم امر جلالة الملك بتنظيمها سنويا منذ 2006 وهي مسابقة خاصة بالفتيات والناشئات المسلمات.

وبحديث جلالة الملك «ان الاردنيين الذين بنوا انجازات الماضي لقادرون على العمل لبناء مستقبل افضل يقوم على القدرات الحقيقية والفرص الاقتصادية» جاء صندوق الحج الذي يعتبر من الانجازات التي سطرت في هذا الوطن والذي انشيء لتعزيز ثقافة الادخار لدى المواطنين، ويقدم الصندوق خدمات الاقراض المتنوعة والتي تلبي حاجات ورغبات طالبي التمويل، كما يدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القرى والمحافظات وبنسب ارباح مخفضة تشجيعا للاعمال اليدوية والحرفية.

وختم الخلايلة حديثه قائلا اننا اليوم ونحن نحتفي بالذكرى الـ76 لاستقلال المملكة لنستذكر انجازات وزارة الاوقاف في مختلف المجالات التي تنهض بها، لنأمل استمرارها وتعظيمها لما فيه خير الوطن واهله.

---