لماذا يقدم مواطنا على احراق نفسه ، الم نتعلم ونتعظ من حادثة (البوعزيزي) التي قادت الوطن العربي الى ما هو عليه الان من دمار وخراب !
لماذا لم نسال أنفسنا عن الاسباب واللحظات التي انتابته قبل ان يشعل النار في جسده ... النحيل الذي يستمته بحياة شابه ، محمد البوعزيزي لم يكن رجل سياسة ولا من ابناء الصالونات الارستقراطيه والمخملبة ، شأنه مثل كل ابناء الشعوب العربية كان من طبقة العبيد مجازا ، بائع بسطة خضار يتحصل منها على بعض النقود ليصرف على امه واخته ، عندما منعته البلدية من رزقه تمرد عليهم وصرخ ولم يحرق نفسه ، ولكن عندما صفعته موظفة امنية انتصر لكرامته التي هُدرت امام العالم ، لحظات سريعة ندخل فيها لعقل البوعزيزي وبماذا فكر فبل فعلته بلحظةات ... انفطع رزقه لم يأبه مثيرا تألم وقال الرق على الله بعد ان صفعته ادرك انكل شيء انتهى وملأ الخوف قلبه وهنا تذكر الاية ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) ... حينها ادرك ان حياته انتهت لأن الاساس الذذي وجد من اجله تم هدمه ... لا نناقش موضوع الانتحار بل الاسباب
ان المواطن العربي البسيط لا يسعى الى المكاسب والمناصب التي تجعل منه حوتا ينهب الوطن والمواطن ، فَجُل ما يريده هو العيش بكرامة والحصول على حقوقه من هذا الوطن الذي ينتمي اليه والا ما فائدة هذا الانتماء لمكان يذهب فيه خيره لغيره ولاياتمن فيه على نفسه فاجتمع الجوع والخوف ليكونا سوطا مسلطا على رقاب العباد الذي كفل هو ضمان هذان الامران ... فياتي من يبددهما فما حيلة انسان امام بطش الظالم الذي استخلفه الله على الارض ليؤمن الانسان بالكرامة الانسانية
ان النفوس كلها مشتعله ولم يبقى على انتقالها الى الاجساد الا القليل فلولا ايمان المواطن بِحُرمة هذا العمل لانهم لا يقرونه دينيا ولا اخلاقيا لرأيت النار تشتعل في الاجساد ، لكن الناس لا تسعى الى غضب وجه ربها ، وهذا لا يعني انهم راضون عن الحكومات بل انهم يختزنون هذه الشعله داخلهم وستخرج عاجلا ام اجلا ان لم يتم معالجة الاهمال المتكرر لمطالب الشعوب الطيبة واقصى مطالبها هو شعورهم بمواطنتهم وكرامتهم التي وهبها الله لهم ولكن قوى الظلم والفساد يصرون على تحدي الله تهالى انتزاع هذه الكرامة من الانسان وجعله متمردا ينتظر ان ينفجر في اية لحظة
من يقولون ان هناك مؤيدين لحكومات الظلم والفساد والفجور هم من الصالونات ومن المنافقين والباحثين عن مصالح لهم اما السواد الاعظم واجزم انه بنسبة اربع تسعات بينهما فاصلة ليسوا براضين عن الحكومات ولا عن من يمثلهم ويختزنون حقدا ان انفجر سيكون كارثيا على الاوطان وسيكون عنيفا ستتحول فيه البلاد الى بحر من الدماء ولن يكون مثلها مثيلا ستصبح خرابا ومرتعا للكلاب الضالة تنبش الجثث فيها ، ان الصمت والاهمال ازاء مطالب الناس البسيطة هو صاعق مؤقت ينفجر في اية لحظة فلماذا لا يتم معالجة هذا الاخطاء ، و نزع هذا الفتيل وهو ليس بالمستحيل ، اجراءات بسيطة يمكن معالجة الكثير وتخفيف الاحتقانات في نفوس الناس ، الزعماء ليسوا بحاجة لمستشارين لنقل المعلومات الكاذبة ولضحالة الفهم لديهم فكثيرا ما نستعرب اختيار مستشارين بعج ان نستمع لارائهم فنقول على ماذا تم اختياره ان لم يستطع ان يجمع جملة مفيدة واحدة فهؤلاء وجدوا لتضليل الحكام ، الشعب نفسه قادر على تقديم الحلول وبدون مقابل بل هو على استعداد للتضحية من اجل الخروج من الازمات ..! لانه هو الذي يعيشها
هل تسمع سيدي الحاكم اقصد هل تقرأ ؟
وقبل ان انهي بسلام من يعتقد ان الهبات العربية والتي لا احبذها قد انتهت فهو واهم انم تزداد كل يوم في نفوس الناس .
لنحيا بسلام ... رب اجعل هذا البلد آمنا
سامح الدويري
22/5/2022