زاد الاردن الاخباري -
اكد اخصائيون أن أضرار التدخين لا تقتصر على صحة الإنسان وأنه السبب الرئيس في وفاة أكثر من 8 ملايين شخص سنويا، بل يتعدى ذلك الى تأثيراته الضارة وبشكل لافت على البيئة من خلال الزراعة، والإنتاج، والتوزيع، والاستهلاك، ومخلفات ما بعد الاستهلاك.
وأشار هؤلاء الى أرقام نشرها موقع منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التبغ الذي يصادف غدا مفادها أن صناعة التبغ تستهلك سنويا 22 مليار لتر مياه، وتطلق 84 ميجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في الهواء تساهم في رفع درجات حرارة الأرض، عدا عن اقتطاع 600 مليون شجرة الأمر الذي يضيف ضغوطًا غير ضرورية على موارد كوكبنا الشحيحة والنظم البيئية الهشة، بحسب بترا.
وبحسب دراسة نشرتها أمس مجلة (لانسيت) الطبية الشهيرة حول انتشار تدخين التبغ في أكثر من مئتي دولة في العالم ضمن دراسة عبء الأمراض العالمي، احتل الأردن المركز الرابع في انتشار تدخين التبغ للذكور الذين أعمارهم 15 عاما فأكثر بنسبة 53 بالمئة للذكور، و 11.8 بالمئة للإناث.
مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش، تقول، "نؤمن في مؤسسة ومركز الحسين للسرطان بأهمية مكافحة التدخين بشكل شمولي، حيث قمنا بتنفيذ مجموعة من الإجراءات التي تصب في مكافحة التبغ في الأردن والمنطقة، من خلال تنظيم جائزة مؤسسة الحسين للسرطان للإعلاميين، وتفعيل دور الشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات في تطبيق قانون حظر التدخين في الأماكن العامة، من خلال شهادة منطقة خالية من التدخين.
كما يولي مركز الحسين للسرطان اهتماما خاصا بموضوع مكافحة التدخين من خلال الدراسات والابحاث وعيادة الإقلاع عن التدخين التي توفر خدمات متكاملة تشمل خطط إقلاع فردية للمدخنين من قبل مختصين في علاج الإدمان على التبغ، ويتوسع دور المركز لتدريب وتأهيل مقدمي الخدمات الطبية في الاردن والمنطقة في مجال علاج الادمان، كما تعمل المؤسسة بدورها كجهة ناشطة في مكافحة التبغ على إطلاق حملات توعوية لرفع الوعي بمضار التدخين وارتباطه المباشر بعدة أنواع من السرطانات، منها سرطان الرئة وحشد المجتمع المحلي لتبني قضية مكافحة التبغ كقضية وطنية مشتركة.
فيما تشير مديرة مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان الدكتورة نور عبيدات الى أن من المعروف أن التدخين يسبب العديد من الأمراض من أهمها أنواع مختلفة من السرطانات. لكن ما لا يعرفه الكثير هو أن التدخين يلعب دورا في تراجع استجابة مريض السرطان للعلاج وتعرضه لمُضاعفات خطيرة خلال وبعد فترة العلاج.
وأوضحت أنه على الرغم من احتمالية تعرّض مرضى السرطان لمضاعفات قلبية خلال فترة العلاج، إلا أن هذه الاحتمالية تزداد لدى مرضى السرطان المُدخنين أو الذين يتعرضون للتدخين القسري بشكل أكبر من المرضى من غير المدخنين، ومن هنا تقول عبيدات، تأتي أهمية تسليط الضوء على موضوع انتشار التدخين وخطورته بشكل خاص على مرضى السرطان.
واضافت، ان الإقلاع عن التدخين بعد الإصابة بمرض السرطان له فوائد عديدة أثبتتها الدراسات العلمية المتعددة، ولأهمية ذلك تعتبر العديد من مراكز علاج السرطان حول العالم، بما في ذلك مركز الحسين للسرطان، علاج الإدمان على التبغ جزءا أساسيا من خدمات رعاية مريض السرطان.
وأوضحت أن الاقلاع عن التدخين بعد الإصابة بالسرطان يساهم في التقليل من فرص الإصابة بالمضاعفات التي قد تنجم عن العمليات الجراحية والعلاجات الكيميائية والاشعاعية التي تستخدم لعلاج السرطان، كما يحسّن الاستجابة للعلاجات المختلفة، ونوعية حياة المريض، ويزيد من فرص النجاة عند المريض ويقلل من احتمالية ظهور سرطانات جديدة في المستقبل.
وبينت عبيدات ان من المُعتقدات الشائعة أن التدخين يقلل من التوتر الذي يُصيب الأشخاص عند التشخيص بمرض السرطان، إلا أن هذه المُعتقدات خاطئة تماما كما بيّنت الدراسات العلمية، ذلك أن المدخن يتعرض لأعراض انسحابية بعد انخفاض مستويات النيكوتين مثل القلق والتوتر ومن ثم زيادة الرغبة بالتدخين.
وبالنسبة للسجائر الإلكترونية تؤكد عبيدات أنها لا تعتبر وسيلة آمنة وفعالة للإقلاع عن التدخين، مشيرة الى أنه وعلى الرغم من أنها تحتوي على أقل مستويات من بعض المواد السامة مقارنة بالسجائر التقليدية، إلا أنها تُعرّض المستخدم لمواد كيميائية سامة كفيلة بالتسبب بالعديد من المشاكل الصحية ما يزال الباحثون حول العالم بدراسة تأثيراتها طويلة الأمد، وفي حالة مرضى السرطان يجب تجنب التعرض لأي مواد كيميائية لم يثبت بعد أنها فعالة وآمنة خوفا من التسبب بمضاعفات.
ويبين طبيب الصدرية والتنفسية الدكتور محمد الطراونة أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية أكثر عرضةً للإصابة بالالتهابات الرئوية الفيروسية والبكتيرية مقارنةً بغيرهم من غير المدخنين المماثلين لهم بالعمر والحالة الصحية، مشيرا الى انه وبحسب ما نشرت مجلة البحث السريري الأميركية لوحظ أن الأشخاص الذين يُدخنون السجائر الإلكترونية أكثر عرضةً لأمراض الربو والارتداد الرئوي وأمراض الجهاز التنفسي، وهو ما يستدعي وجود رقابة على ترويج السجائر الإلكترونية، سيما وأن هذا الترويج يستهدف الشباب والأطفال.
وأضاف، ان وجود العديد من المواد السامة في السجائر الإلكترونية، تتسبب بمضاعفات تدخين التبغ، وتزيد خطر الإصابة بسرطان الشفة والرئة واللسان وتصلب شرايين القلب، وتزيد الكلف الصحية اللازمة لعلاج هذه الأمراض، مشيرا الى منظمة الصحة العالمية وضعت استراتيجية في العام 2007 لمكافحة التبغ، خصوصًا وأن التدخين هو السبب الرئيس بوفاة 8 ملايين شخص سنويا منهم مليون شخص يلقون حتفهم بسبب التدخين السلبي.