زاد الاردن الاخباري -
رعى وزير البيئة معاوية الردايدة، الاثنين في محمية "غابات دبين"، احتفالا نظمته الوزارة، بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الحيوي واحتفالات المملكة بعيد الاستقلال الـ 76، وذلك بحضور سمو الأميرة بسمة بنت علي، رئيسة اللجنة الوطنية للتنوع الحيوي، ومؤسس الحديقة النباتية الملكية.
وأشارت سموها إلى جهود اللجنة الوطنية في متابعة الأمور المتعلقة بالتنوع الحيوي، وأهمية تنفيذ مشاريع في هذا المجال، من خلال إعداد استراتيجية وطنية للتنوع الحيوي، وتحديث قانون حماية البيئة وإدراج مواد تتعلق بالتنوع الحيوي، ومتابعة مقاصة معلومات التنوع الحيوي، التي كان آخرها مشروع "بناء القدرات الوطنية والإطار التشريعي للحصول على الموارد الجينية وتقاسم المنافع الناشئة عنها" بالتعاون مع وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأكد الردايدة، خلال الحفل أهمية تكاتف الجهود الوطنية لحماية التنوع الحيوي وضرورة تكاملها بين جميع الشركاء الوطنيين.
وقال إن الاحتفال يأتي هذا العام تحت عنوان "بناء مستقبل مشترك لكل عناصر الحياة لنعيش مع الطبيعة بانسجام"، مشيرا إلى أهمية التزامات الأردن تجاه الاتفاقيات الدولية، خاصة الاتفاقية الدولية للتنوع الحيوي، والتي تعمل على تحديث الإطار العالمي لما بعد عام 2020.
وأضاف الردايدة أن هذه الفعالية تأتي ضمن الجهود الوطنية لرفع درجة الوعي العام بأهمية الحفاظ على عناصر التنوع الحيوي الذي حبا الله به الأردن، باعتباره من البلدان الرائدة في مجال حماية البيئة والطبيعة، فقد وقع على اتفاقيات بيئية دولية عديدة من أهمها الاتفاقية الدولية لحماية التنوع الحيوي والتي صادق الأردن عليها عام 1993، وتهدف إلى حماية التنوع الحيوي وضمان الاستخدام المستدام لعناصره، بالإضافة إلى التقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن الموارد الجينية.
وأشار إلى أن الأردن رغم صغر رقعته الجغرافية، إلا أنه يتمتع بغنى وتنوع فريد بالموائل الحيوية، وذلك لتميز الطبيعة الأردنية بتعدد المناخات والتراكيب الجيولوجية.
وبين الردايدة، أن وزارة البيئة اتخذت منذ تأسيسها بالشراكة مع جميع الجهات الوطنية والدولية، إجراءات عديدة لحماية التنوع الحيوي، من أهمها تأسيس الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية بالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وإعلان محمية العقبة البحرية التي جاءت بناء على توجيهات ملكية سامية، وإطلاق مبادرة التشجير الوطني التي تهدف إلى زراعة 10 ملايين شجرة خلال 10 سنوات بالتعاون مع وزارة الزراعة والحديقة النباتية الملكية.
وأشار إلى أن الشبكة الوطنية للمحميات الطبيعية تشمل حالياً 10 محميات تمثل جميع الأقاليم الجغرافية والأنماط النباتية المختلفة في المملكة وتشكل مساحتها نحو 4 % من مساحة المملكة.
وأشار الردايدة إلى أن الأردن يشارك العالم أجمع بالاحتفال باليوم العالمي للتنوع الحيوي لتسليط الضوء على أهمية المحافظة على الموارد الطبيعية، وضرورة إعادة إحياء الموائل الطبيعية الأصيلة التي تدعم وجود جميع عناصر التنوع الحيوي.
وعبر عن امتنان الوزارة وتقديرها لشركائها المحليين والدوليين للمساعدة في تنفيذ مبادرات ومشاريع تهدف إلى حماية التنوع الحيوي في الأردن.
وقال مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالوكالة فادي ناصر، من جهته، إن الجمعية تعمل بشراكة كاملة مع وزارة البيئة ومختلف الجهات المعنية، للحفاظ على التنوع الحيوي في المملكة، والذي يعتبر إرثاً حضاريا وإنسانياً ووطنياً، مشيرا إلى تسجيل الجمعية 436 نوعا من الطيور، و2545 نوعا من النباتات تنتمي إلى 142 عائلة، مثلما سجلت 182 نوعاً من الحيوانات.
وأكد أن هذه الأرقام تفرض على الجميع العمل بجدية عالية، وتشاركية مميزة للحفاظ على هذا التنوع الحيوي الفريد لحمايته، سواء من خلال مشاريع حماية الأنواع البرية وإكثارها المنفذة في المحميات الطبيعة، أو من خلال برامج خاصة تنفذ خارج حدود المحميات كحماية مسارات الطيور المهاجرة، عن طريق توقيع اتفاقيات مع شركات الكهرباء وطاقة الرياح.
وأضاف ناصر أن الجمعية توسعت في تنفيذ برامج حماية التنوع الحيوي خارج حدود الوطن، إذ تضطلع بدور ريادي على مستوى الإقليم، من خلال برامج تدريب تنظمها لرفع قدرات العاملين في هذه المجالات في عدد من الدول الشقيقة والمجاورة.
وعلى هامش الاحتفال، قامت سمو الأميرة بسمة بنت علي والوزير الردايدة، بزراعة أشجار حرجية وصنوبر حلبي في مكان الاحتفال، وتفقد دورة تدريبية في مجال حماية البيئة تعقدها الإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة، بالتعاون مع الجانب البريطاني لكوادر الإدارة في مرافق محمية "دبين".