زاد الاردن الاخباري -
ال استشاري الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور مصطفى العبادي، إنه لم يكن يدور في خلده أن المبادرة التي أطلقها في وقت سابق ستلقى زخما شعبيا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وانتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للوحة من داخل عيادة العبادي، كتب عليها "يوم الثلاثاء، الكشف مجاني لغير المقتدرين”.
وأشار العبادي إلى أنه أطلق هذه المبادرة في وقت سابق من العام 2019، قبل أن تجتاح أزمة وباء كورونا وما تبعها من إغلاقات طالت العيادات الخاصة.
وحول أسباب إطلاق مبادرته، أكد أن ذلك مرده لسببين اثنين، الأول يتعلق من شعوره بأن هناك مرضى غير مقتدرين ماديا، وحينما كانوا يراجعونه في عيادته، يطلبون منه إجراء خصم على الكشفية (الأجور) أو يطالبونه بالسماح لهم بدفع الأجور في الزيارة التالية لعدم امتلاكهم المال.
وفيما يخص السبب الثاني، قال العبادي إن "المبادرة تأتي لاكتساب أجر عن روح والدي ووالدتي اللذان توفيا منذ سنوات”، مضيفا أن الإنسان إذا كان قادرا على مساعدة الغير، فعليه أن لا يقصر أبدا.
وبين أن هناك مرضى لا يملكون فعلا المال، كما لا يملكون تأمينا صحيا حكوميا او خاصا، مضيفا أن الإنسان يجب عليه أن يكون رحيما بغيره خاصة المحتاجين والغير مقتدرين، وإن كان بوسعه فعل الخير فعليه أن لا يتأخر عن ذلك.
وأضاف العبادي، الذي شغل عضوية مجلس نقابة الأطباء في أكثر من دورة، واستلم في آخر دورة له منصب أمين السر، أن "المركب الذي ليس فيه لله، فحتما سيغرق”، داعيا زملاءه الأطباء ومن غيرهم من أصحاب المهن الأخرى والشركات أن يساعدوا الفقراء والمحتاجين على قدر المستطاع.
وأوضح أنه كطبيب، شارك في أيام طبية مجانية، إلا أنها لا تستطيع أن تقدم الفائدة الكاملة للمرضى المحتاجين، خاصة وأن العيادات الخاصة تمتلك أجهزة فحص متقدمة.
وقال العبادي، إن مبادرته لا تهدف إلا لمساعدة الناس ومحاولة ملامسة همومهم والتخفيف عنهم، وترسيخ مبدأ التكافل بين أفراد المجتمع من منطلق أن مهنة الطب هي مهنة إنسانية بالأساس.
ووجه العبادي مبادرته للذين لا يملكون القدرة ماليا على تلقي العلاج، داعيا من يستطيع تحمل كلفة التشخيص أن يمنح الفرصة لغير المقتدر بالعلاج مجانا في عيادته وأن لا يزاحمه في فرصته.
وأشار إلى أن يوم الثلاثاء من كل أسبوع، جعله يوما خاليا من المواعيد، وتم تخصيصه فقط للمرضى الغير مقتدرين، لافتا إلى أن هناك مرضى يأتون لعيادته من مختلف مناطق ومحافظات المملكة.
وبين أن هناك مقولة قديمة وهي "خذ من الغني وأعطي الفقير”، وبالتالي فمن الضروري ترسيخ العدالة الاجتماعية عبر تقديم خدمة إنسانية للفقراء والمحتاجين والكادحين سعيا للتخفيف عنهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها.