حسن محمد الزبن - التعبير عن الرفض لقرار الحكومة بوسم "صفها واطفيها" لم يكن موفقا بطريقة التطبيق، فلا يعقل أن يتم اعتراض السيارات في مسربين في نفق حيوي وهام، لمجرد لفت النظر للرأي العام، وتصدر "تويتر"، وتوجيه رسالة للحكومة عبر الاحتجاج على قرارها لرفع المحروقات، "صفها واطفيها" أن لا نؤخر الموظفين المتعبين أثناء عودتهم لبيوتهم، إجبارا بالجلوس في وسط الشارع لنشاهد كراج سيارات في نفق طويل، هل فكر الشباب أن الظروف تستدعي سيارات الاطفاء الوصول سريعا لمكان يحتاج نجدة وهمة رجال الدفاع المدني، هل فكر المحتجون أن سيارة اسعاف في طريقها للمستشفى تستدعي إنقاذ حياة مواطن، هل فكر أصحاب"صفها واطفيها" بسيارة نجدة طُلبت على وجه الاستعجال لمداهمة مجرم، أو إنهاء مشاجرة عنيفة.
أنا مع حرية التعبير في الرأي، لكن بوعي مدروس لتصل الرسالة لأصحاب القرار، أعتقد "صفها واطفيها" أفضل لو ركنت السيارة باب بيتك، أو كراج منزلك، وتوافقت مع أصدقاء لك، أو أقارب، لتقلكم سيارة واحدة إلى العمل، وبالتناوب بينكم لكل يوم في الأسبوع ، "صفها واطفيها" أن تحاول أن تتعود لمدة أسبوع فقط لتسوق حاجيات بيتك، وبكيت الدخان، وصحن الفول والحمص والفلافل، مشيا على الأقدام، وما في داعي تشغل سلف عالصغيرة والكبيرة، بهذه الطريقة فقط بئر المحروقات في أي محطة لن يتم استهلاك 30% من مخزونه، وبهذا تكون ساهمت في أن يقل الطلب على المحروقات، ليكون هناك إعادة نظر في مراجعة آليات رفع المحروقات على المواطن.
موضوع "صفها واطفيها" شعار جميل إذا طبق بطريقة راقية وصحيحة، تذكرون وسم (صفها..واطفيها) ، الذي قاده الحراك بحمتلة يوم الخميس 31 ايار عام 2018م، وحقق أهدافه بتغيير حكومة الدكتور هاني الملقي، بعد حملة احتجاج واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقلت إلى أرض الواقع، وكان الاحتجاج على مدى أربعة أيام بطريقة حضارية شهدنا خلالها مدى الألفة والمحبة ما بين تجمع الحراك ورجال الأمن العام في الشارع، وعندما أحس المنظمون للحملة أن هناك ما يريب قد تم ملاحظته، ويثير الشك في أوساط المححتجين، بالإنزياح عن الطريقة المثلى في التعبير، قرر أصحاب فكرة الحملة، زين الطراونة، وبراء العجلوني، ورمزي حنفية، التوقف عن حملتهم وتعليق فعالياتها لأجل ألا تكون حملتهم وصمة تسيئ للوطن.
الحرية مسؤولية، حمى الله الأردن.