وجدي الجريبيع - لا أعلم ما هي ردة فعل أمين عمان وكبار مسؤوليها على الخبر الذي نشر قبل أيام والمتعلق بنتائج إستطلاع رأي جاء فيه أن 50% من المواطنين غير راضين عن خدمات أمانة عمان ، وأعتقد أن البعض تفائل وتوقع أن أمين عمان قد غضب وعقد أجتماع عاجل مع مدراء الدوائر لمناقشة هذا الأمر والأسباب التي أدت لإنعدام ثقة المواطنين بأمانة عمان وتراجع خدماتها وأنه أًصدر قرارات هامة لتصويب الأوضاع .
بالنسبة لي لا أعتقد ذلك ولست متفائلاً ، وأجزم أن تطنيش الخبر وكأنه لم يكن هو ما جرى في أروقة أمانة عمان ، وهذا الكلام ليس تهكم و تجني لا سمح الله ،بل نابع من تجربة عشت تفاصيلها خلال السنتين الماضيتين حول ملاحظات خدمية عامة وليست شخصية لم تلقى تجاوب أو إهتمام من أمانة عمان لغاية اليوم .
الملاحظة التي أوصلتها لأمانة عمان عن طريق قنوات الشكاوى المتاحة عبر موقع الأمانة وتطبيقها ، ووسائل الإعلام ولبعض الأصدقاء والمعارف في الأمانة كشفت لي خللاً مؤسسيا في منظومة التفتيش والرقابة اليومية على البسطات والباعة المتجولين من جهة ، وبهندسة المرور وسلامة المشاه من جهة أخرى .
وحتى أكون منصفاُ في مقالي هذا سأعيد الملاحظات بشكل مختصر وأتحدى أن تتم معالجتها أو حتى التفكير بذلك ، ولن يتجاوز الأمر إتصال هاتفي من قبل أحد مسؤولي الأمنة لأخذ بعض التفاصيل والعتاب كالعادة ، وسأبدأ بمشكلة بسطات الخضار والفواكة التي تجاوزت مفهوم البسطة وتحولت لمحل خضار وفواكة متنقل !! والباعة المتجولين في شارع الصخرة المشرفة –المقابلين وخاصة في الجزء الممتد من شارع القدس بإتجاه متحف الدبابات الملكي .
في هذا الشارع لم يعد الإعتداء على الرصيف هو المشكلة ،بل تجاوز الأمر الإعتداء على الشارع وإغلاق مسرب كامل أحياناً، ، ومن يدعي أن فرق تفتيش الأمانة تعالج الأمر فهو واهم ، لأن هذه الفرق مرورها يكون شكلي ولمرة واحدة في اليوم وبالتالي تبقى المشكلة قائمة .
المشكلة الثانية كانت بالمطالبة بإنشاء جسر كمشاه ثاني على الشارع وخاصة في الجهة التي تضم مطاعم كثيرة ، حفاظا على سلامة المشاه وأغلبهم عائلات ترتاد هذه المطاعم في عطل نهاية الأسبوع وبسبب كثافة السير هناك خطر على حياتهم .
المشكلة الثالثة تتتعلق بمدخل حي الروضة في منطقة الزهور من جهة شارع الصخرة المشرفة ، لكون هذا الجزء يضم ساحة كبيرة يتم إستغلالها من قبل الباعة المتجولين وسائقي تطبيقات التوصيل كمواقف سيارات مما يتسبب بإغلاق المدخل ،ناهيك عن ذلك المكرهة الصحية التي يخلفها الباعة ومرتادي المطاعم ورائهم في هذه الساحة .
ما ذكرته من ملاحظات ربما يتكرر في مناطق ثانية ولم يعالج وهو ما أدى تدني نسبة ثقة المواطنين بأمانة عمان وخدماتها ، وأظن أن خدمة عاصمتنا الحبيبة واجب مقدس على الأمانة ومتابعة ملاحظات مواطنيها ودافعي الضرائب هو حق أساسي لا تنازل عنه ، ولا يسقط هذا الحق أو يؤجل بسبب إستثمارات أموال المواطنين في الأبراج وغيرها ، ولا يهمنا التلميع والإدعاء بتطور الخدمات الإلكترونية للأمانة ظاهرياً مقابل تراجع الخدمات الأساسية والهامة لنا .
وختاماً أطالب معالي أمين عمان أو من ينوب عنه بزيارة الشارع الذي ذكرت بشكل مفاجيء وبدون إشعار مدير المنطقة المعنية أو غيره ، لمشاهدة الواقع بدون رتوش أو تحضير مسبق للزيارة ،لعل وعسى تجد هذه الملاحظات اذنا صاغية لمعالجتها على الفور .
ودمتم .