أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اختتام أعمال مؤتمر المياه العربي السادس في البحر الميت المعايطة: تمكين الشباب أولوية وطنية بوتين يهدد بضرب كييف بصاروخ "أوريشنيك" فرط الصوتي الملك ورئيس الوزراء الكندي يبحثان تطورات الأوضاع في غزة ولبنان الجيش اللبناني: إسرائيل خرقت اتفاق الهدنة مرات عدة الأونروا تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية في شمال قطاع غزة النشامى يحافظ على مركزه في التصنيف العالمي أورنج الأردن تختتم مشاركتها في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024 تدهور حافلة مدرسية بمنطقة ضاحية الرشيد في العاصمة عمان 48 شهيدا في 3 مجازر إسرائيلية على غزة خلال يوم واحد الضمان يوضح ما يتم تداوله حول تعيين مستشار إعلامي لديها براتب {3500} دينار إرادة ملكية بإعادة تشكيل مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية الأردن .. تنقلات وتعيينات في الأمن العام - اسماء الرئيس الإسرائيلي: يجب ألا نرتاح حتى عودة الأسرى بغزة وزيرة التنمية الاجتماعية تشارك بمنتدى المرأة العالمي في دبي بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في الكرك ولي العهد يفتتح مشروع إعادة تأهيل مركز صحي غور المزرعة الشامل بعد علاقة متوترة .. زوكربيرغ يلتقي ترمب في منتجعه الخاص اجتماع حاسم بين بيريز وأنشيلوتي

عمان الغربية ..

05-06-2022 01:07 AM

الدكتور: رشيد عبّاس - سألني احد الأصدقاء الفيس بكيّين من خارج الأردن سؤال أوقفني كثيراً.. كان مفاد هذا السؤال: ما هي حكاية سكان عمان الغربية عندكم؟ لم أفهم السؤال منهُ جيداً, وطلبتُ منه توضيحاً أكثر, فقال بالحرف الواحد كلما تحدث واحد أو سألوا واحد عندكم في الأردن عن صعوبة المعيشة وضنك الحياة, قال (روحوا شوفوا حياة الناس في عمان الغربية), وكرر هذا الصديق لي ذلك السؤال مرة أخرى, ما هي حكاية الناس في عمان الغربية؟
أجبتُ هذا الصديق إجابة فيها شيء من المزاح والدعابة, حيث أنني قلتُ له: أؤكد لك أن شكل الإنسان في عمان الشرقية عندنا هو نفس شكل الإنسان في عمان الغربية..! في الوقت نفسه اعذرته على هذا السؤال, حيث أن بعض الرسائل تخرج من إعلامنا تصّور للعالم الخارجي أن الاختلاف بيولوجياً.
الملاحظ عند الكثير منا, أنه عندما يطرح طريقة حياة ومعيشة الناس في عمان الشرقية, يطرح مباشرة في نفس الوقت طريقة حياة ومعيشة الناس في عمان الغربية, وأكثر من ذلك يصوّر البعض لنا على أننا أمام نمطين مختلفين تماماً من أنماط الحياة في العاصمة عمان, نعم قسّم البعض العاصمة عمان إلى قسمين من حيث الفقر والثراء, والسؤال الأهم هنا هو: هل فعلا هناك نمطين مختلفين من أنماط الحياة والمعيشة في كل من عمان الشرقية وعمان الغربية؟ وما هي الحدود الجغرافية لكل منهما.
عند الرجوع للحدود الجغرافية لكل من عمان الشرقية وعمان الغربية, نجد أن أحياء عمان الشرقية هي: جبل القصور وجبل الجوفة وجبل التاج وجل النزهة وجبل النصر وجبل النظيف والجبل الاخضر وجبل الاشرفية.., في حين أن أحياء عمان الغربية هي: الشميساني وعبدون ودابوق وضاحية الرشيد وجبل عمان وخلدا وتلاع العلي والرابية والمدينة الرياضية وبعض اجزاء جبل الحسين ومنطقة بدر ومرج الحمام..
ويبقى السؤال قائماً: هل المشهد كما صوره لنا البعض؟
لكي نكون منصفين وقبل الحديث عن الفجوة الحياتية في المعيشة بين (العمّانتين) الشرقية والغربية إن وجدت فعلاً, علينا أن نؤكد حقيقة مفادها أنه في جميع إنحاء العالم وفي نفس الدولة الواحدة وفي نفس المدينة الواحدة او حتى نفس القرية الواحدة تجد أن هناك تباين واضح في طريقة حياة ومعيشة الناس, ومرد ذلك ربما يعود إلى عدة أسباب لا مجال للوقوف عليها في هذا المقال, لكن أن تقّسم كما يدعي البعض العاصمة إلى منطقتين وشرقية وغربية من حيث طريقة حياة ومعيشة الناس كما هو الحال في العاصمة عمان, فهذا يجعل البعض يطرح كثير من التساؤلات والتي تحتاج إلى إجابات فيها شيء من المنطق.
المشكلة كما أراها أنا ليست في الأسباب تلك التي أدت إلى اختلاف في طريقة حياة ومعيشة الناس في (العمّانتين) الشرقية والغربية إن وجدت, إنما المشكلة إذا ما تعززت ثقافة الاختلاف عند البعض قد تكمن لاحقاً في تشكل ثقافتان مختلفتان في نفس العاصمة عمان, والتي قد يتمخض عنهما طبقتين اجتماعيتين في نفس الجغرافيا, والتي ربما تعيق وتعرقل برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في نفس العاصمة لاحقاً والذي قد يؤدي إلى خدمات تعليمة أو رعايات صحيّة مختلفة.. على سبيل المثال لا للحصر.
العاصمة عمان كانت تتألف سابقاً من ما يسمى اليوم عمان الشرقية كجبل القصور وجبل الجوفة وجبل التاج وجل النزهة وجبل النصر وجبل النظيف والجبل الاخضر وجبل الاشرفية..وكان ينقصها ربما لقدمها شيء من التنظيم والتخطيط, وقد تم التوسع لاحقاً غرباً إلى ما يسمى اليوم بعمان الغربية كمناطق الشميساني وعبدون ودابوق وضاحية الرشيد وجبل عمان وخلدا وتلاع العلي والرابية والمدينة الرياضية وبعض اجزاء جبل الحسين ومنطقة بدر ومرج الحمام.., وربما يعود ذلك لسببين أولها الزيادة في عدد سكان عمان الشرقية على حساب المساحة الضيّقة هناك والتي كانت تمثل العاصمة, ثم شراء بعض أصحاب الأموال الأردنيين سواء كانوا يعملوا في الأردن أو خارج الأردن كمغتربين في مناطق غرب العاصمة عمان الأكثر تنظيما وتخطيطاً وأتساعاً بحكم التطور وعامل الزمن ثانياً.
الفجوة بين (العمّانتين) الشرقية والغربية, ليست مقصودة من الدولة أو النظام الأردني على الاطلاق, إنما هي فجوة بين تنظيمين جغرافيين, الأول تنظيمها قديم, والثاني تنظيمها حديث, وكلاهما كان بحكم عامل الزمن, وعن الأشياء المادية الأخرى, فإنني أرى أن هناك تباين واضح المعالم في المباني والمركبات والممتلكات مرده يعود إلى أن سكان عمان الغربية هم من أصحاب رؤوس الأموال وهذا حق مشروع لهم, أما عن الأكل والشرب فلا اجد هناك اي اختلاف بين (العمّانتين) الشرقية والغربية, وعن العادات والتقاليد والقيم فإنها واحدة ولا يوجد اي اختلاف بينهما, وهذا ينسحب على أيضاً على طبيعة التديّن.
اعتقد جازماً أن الدولة لم تُميز ولم تفرّق بين مواطن من عمان الشرقية وعمان الغربية في الخدمة التعليمية أو الرعاية الصحية المقدمة أو غيرها, ولا توجد ورقة رسمية واحدة في القطاع العام أو القطاع الخاص مكتوب عليها مكان السكن.. عمان الشرقية / عمان الغربية عند الالتحاق بالجامعات او التقدم للوظائف, أو العمل في القطاع الخاص.
وبعد..
ارجو أن لا تقسّموا العاصمة إلى نصفين فتفسدوها.. أتركوها موحّدة كما قال الشاعر الكبير حيدر محمود في قصيدته الشهيرة: أرخت (عمان) جدائلها.., ولم ينحرف قلم هذا الحيدر في متاهات مناطقية.. شرقية كانت أم غربية.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع