زاد الاردن الاخباري -
الوطن والوطنية والإصلاح...اسم ومسمى وتسمية !!
صايل الخليفات .
هناك فرق عند جمهور أهل العلم بين الاسم والمسمى والتسمية ،توّضحه الفروق التي بين قولنا: "حلية ومحلى وتحلية، " أو علامة ومعلم وتعليم .ولكنها للجهل وعدم التدبر تَرِد جميعا على لسان من كثر قوله وفسد معناه بمعنى واحد .
كثيرون ممن يزعمون أنهم رجالات وطن - كبارا وصغارا ، ذكورا وإناثا ،أحياء وأمواتا- تبرأت منهم الوطنية يوم أن زعموا ،وتبرأ منهم الوطن يوم أن صِيغَت التعريفات وتحددت المفاهيم - إلا من رحم ربك - وقليل ما هم ! وتبرأ منهم الإصلاح الذي يفهمه من لا حول له ولا قوة ، ويفهم معه معنى الوطنية اسما ومسمى وتسمية بالفطرة التي فطره الله عليها.
فإلى هؤلاء الذين يتشدقون بهموم الوطن وأحواله ، وينبرون للإصلاح بحججه ومناكفاته ، نقول ليس لكم مما نطقت به أفواهكم إلا الاسم ، أما التسمية والمسمى فقد ضُرِبَ بينكم وبينهما بسور باطنه فيه خبثكم وقصر نظركم ، وظاهره من قبله جهلكم وحبكة حيلكم ! ثم إن الشمس لا تحجب "بغربال" ! وإن ظننتم أنكم تخدعون وتحتالون على البسطاء فهو حقيقة غبائكم وجهلكم وبيّنة نقصان رأيكم .
ولا غرابة في أنكم باقون وثابتون على مبادئكم حتى تُزلزلُ الأرضُ زلزالها ، فقد مضت سنة الله في خلقه أن الشر وأقرانه ، والباطل وأعوانه حضورهم في كل محفلٍ سرمدي حتى حينٍ يعلمه، وأجلٍ أقّتَه .
ولا زال هناك من أقوات الناس ما يمكن المساومة عليه، ولن يكلَّ لسان من مقال .
فلله ابن آدم إن مات ضميره !!! كيف يغدو الحق عنده باطلا ، والحرام حلالا ؟!
إن أخشى ما نخشاه أن ندرك أننا بذلنا كل شيء لنحصل على شيء، وإذا بنا نجد أنفسنا خسرنا كل شيء، ولم يعد في أيديهم أن يفعلوا للوطن أي شيء!!!