لا اعرف كيف يقاس الفقر في الاردن ؟
موظفة اردنية راتبها 400 دينار، وتشغل في منزلها عاملة اسيوية راتبها 300 دينار .
وكلفة استقدام العاملة الاسيوية والافريقية تصل ل3 الاف دينار .
و لو ان بعض الموظفات يجلسن في البيت ويتفرغن الى تربية الاولاد ورعاية العائلة، فذلك اوفر، ويجلب خيرا للعائلة، ويخفف من اعباء كلفة تشغيل عاملة وافدة .
الام خير حاضنة لتربية الاولاد، وكنز للرعاية والحنان، ولا تنافسها مهما كان عاملة اسيوية او غيرها .
الامومة وظيفة اجتماعية وانسانية، والامومة عامود بناء الاسرة، والامومة لا تعوض بمربين اخرين، وليس صحيا، ولا يستقيم الحال في تعويضها بعاملات وافدات .
اتمنى لو ان الحكومة، وفي انشغالها بورشات الاصلاح الاداري التنبه للموظفات، وللامومة المنزلية، واقترح ان تقدم الحكومة اجازة عام مدفوعة الاجر للام الموظفة، وشريطة ان لا تستقدم العائلة وتشغل عاملة وافدة .
اقتراح من وجهة نظري، فانه كفيل في تحقيق عدالة، ويخفف من الاعباء على العائلة الاردنية، ويحمي مفهوم الامومة، وتربية الاطفال وحديثي الولادة، ويخفف من عمليات الاستقدام لعاملات وافدات .
الوظيفة ليست مجرد راتب شهري .. واتمنى لو ان صناع القرار التنموي والتخطيطي يتوقفون بتمعن عند الموظفات واستقدام عاملات وافدات .. وما هو مفهوم الاجر والعامل، ومقارنة اجر الموظفة الاردنية بالوافدة.
حسبة سريعة تكشف عن تشوه عميق في اقتصاد العائلة الاردنية، وتشوه عامودي في مفهوم الرفاهية الاسرية، وبات من الاجدر تعريف وتصنيف العائلة الاردنية وحاجتها الى عاملة وافدة، واعتماد الدخل الشهري كمعيار اساسي ومركزي .
في اوروبا الغربية، ودول اقتصادات : الصناعة والرفاهية .. تشغيل عاملات المنازل مقتصر ومحصور على طبقة اجتماعية محدودة، وهي طبقة ثرية .
تدفع 3 الاف دينار لاستقدام عاملة اسيوية وافريقية، وتبقى سنتين وتهرب، وتمرض، وتسافر، و3 الاف دينار دون راتبها الشهري، ودون كلف معيشتها .
و في العائلة يستدين رب الاسرة لاستقدام عاملة منازل، وياخذ قرضا على راتبه وراتب زوجته . ولو حسبنا راتب العاملة الاسيوية وكلف الاستقدام، فانها تساوي راتبي الزوج والزوجة .
الافراط في الاستقدام دون وضع ضوابط وشروط صارمة يزيد من تشوهات الاقتصاد الاردني، ويجلب عادات وتقاليد اجتماعية مريضة للمجتمع الاردني .
المراة الام والمراة المربية، والمراة الراعية للامومة وتربية الاطفال اهم مليون مرة من الموظفة .. ثمة ما يوجب استبدال ومواجهة قيم وتقاليد غريبة وطارئة تسقط على مجتمعنا وحياتنا الاجتماعية، فالاردن، اقتصاده ومجتمعه ليس نفطيا.