كان من نتائج نكبة حزيران واحتلال الضفة الغربية سنة 1967، تمزيق الوحدة التي قامت بين الضفتين الاردنية والفلسطينية عام 1950.
اعترفت بوحدة الضفتين، أربع دول هي بريطانيا وأميركا (كان اعترافهما مشروطا باستثناء القدس من الوحدة) والباكستان والمملكة العراقية الهاشمية، وحاربتها مصر وسوريا ولبنان والسعودية، فدعت إلى طرد الأردن من الجامعة العربية، لكنها فشلت بسبب رفض إمام اليمن وملك العراق.
وصم «الثوريون العرب» وحدة الضفتين، ، بأنها السيطرة الأردنية، والاتباع، والإلحاق، والضم، والاحتلال الأردني !
كان عنوان الفصل الثاني من كتاب السيد جميل هلال، الضفة الغربية- التركيب الاجتماعي والاقتصادي: وقوع الضفة الغربية تحت سيطرة النظام الهاشمي.
ولم يخرج السيد عباس مراد في كتابه «الدور السياسي للجيش الأردني» 1921- 1973 عن سياق اتهامات مماثلة ثقيلة.
والمدهش أن الإعلام الصهيوني ظل يسمي وحدة الضفتين ولا يزال: الاحتلال الأردني.
واستخدم مناضلو المنابر والكنبات والميكرفونات، مصطلحي الدور الوظيفي أو المنطقة العازلة، للقول ان مهمة جيشنا العظيم هي حراسة حدود اسرائيل !!
ونقولها بفخر، ان الجيش العربي الأردني، خاض الحروب العربية الإسرائيلية كافة، لا بل إنه خاض معارك وحروبا أكثر من أي جيش عربي آخر. كما فتح الأردن -ولم يغلق- حدوده وأرضه وسماءه أمام الجيوش العربية.
وسمح الأردن للجيش المصري العظيم، جيش العبور المجيد، ببناء قاعدة رادار في المزار الجنوبي بعد عدوان 1967.
وعبر الجيش العراقي العظيم من الأردن إلى فلسطين عام 1948 وقاتل في جنين وحفظ عروبتها، وهاهم شهداؤه الأبطال يعطرون مقبرة الجيش العراقي في المفرق.
وتجمعت في الأردن الجيوش السورية والعراقية والسعودية عام 1967 وظل الجيش العراقي في الأردن حتى 1970.
والأردن العريق في التاريخ، هو الوحيد الذي هزم العبرانيين مرتين. فقد بطش بهم الملك العربي المؤابي الحميدي الأردني ميشع عام 840 ق.م على مرتفعات نهر ارنون (نهر الموجب) وعلى ذرى ذيبان ونيبو وبطاح مأدبا ومرج حسبان (حشبون).
وبطش بهم الملك العربي الهاشمي الأردني الحسين بن طلال في معركة الكرامة المجيدة عام 1968، وأيّ بطشين هائلين كانا.