زاد الاردن الاخباري -
تسابق الهند الزمن لاستيعاب واحتواء غضب الدول الاسلامية في اعقاب تطاول بعض المسؤولين في حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم بتصريحات مسيئة عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، وقد تزامن هذا السعي مع تظاهرات داخل البلاد منددة بالتصريحات المسيئة وقد اعتقلت السلطات 38 شخصاً في صفوف المتظاهرين شمال البلاد.
التعاون الخليجي يدين التصريحات
وأعرب الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن شجبه ورفضه واستنكاره للتصريحات الصادرة عن المتحدث باسم حزب بهاراتيا جانات الهندي بحق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد الأمين العام رفضه القاطع بالمساس بالأنبياء والرسل والشخصيات والرموز الدينية كافة، مشدداً على الموقف الرافض للاستفزاز أو استهداف المعتقدات والأديان أو التقليل من شأنها.
وخلال مطلع الأسبوع، تم استدعاء الدبلوماسيين الهنود في دول خليجية وإسلامية للاحتجاج على تصريحات مسؤولي حزب «بهاراتيا جاناتا».
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة. وأوقف الحزب متحدثة عن العمل وفصل مسؤولاً آخر، أمس، بسبب إيذائهما مشاعر أقلية دينية في البلاد.
ويقدر حجم التجارة الهندية مع مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم الكويت وقطر والسعودية والبحرين وعمان والإمارات، بنحو 90 مليار دولار في 2020 - 2021. ويعيش ملايين الهنود ويعملون في دول مجلس التعاون الخليجي.
ووثق رئيس الوزراء الهندي مودي في السنوات القليلة الماضية العلاقات الاقتصادية مع الدول الغنية بالطاقة في منطقة الخليج، وهي المصدر الرئيسي لواردات بلاده من الوقود.
رد وزارة الأوقاف المصرية لإنتقاد النبي
ومن جانبه قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن البعد الإنساني أحد أهم جوانب البناء الإيماني ، فقد أولى ديننا الحنيف الجانب الإنساني عناية خاصة، فكرَّم الإنسان على إطلاق إنسانيته بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو لغته ، فقال سبحانه : " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ " ، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول :" يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ ربَّكم واحِدٌ، ألَا لا فَضْلَ لعَرَبيٍّ على عَجَميٍّ، ولا لعَجَميٍّ على عَرَبيٍّ، ولا لأحمَرَ على أسْوَدَ، ولا لأسْوَدَ على أحمَرَ إلَّا بالتَّقْوى، إنَّ أكْرَمَكم عندَ اللهِ أتقاكم ".
وأكمل جمعة: "عندما حرَّم الإسلام قتل النَّفس حرَّم قتل النَّفس كل نفس وأي نفس، وعصم كل الدماء فقال الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا ".
ومن ناحيته، قال الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بـ الأزهر الشريف، إن الاعتداء على مقام النبي أو الإساءة للرسول لا يمكن أن يندرج تحت حرية الرأي، فحرية الرأي لابد أن تحترم المقدسات الدينية سواء للمسلمين أو غير المسلمين.
وأضاف سلامة، أنه لابد على المجتمع الدولي سن قوانين تحرم وتجرم الاعتداء على مقدسات المسلمين وغير المسلمين، وهي الدعوة التي أطلقها الأزهر الشريف لدول العالم.
اعتقالات في الهند
وجاءت الاعتقالات في مدينة كانبور في إطار محاولات لاحتواء توتر ديني يتصاعد بين الحين والآخر في البلاد وأججه إدلاء مسؤولين في الحزب الحاكم بتصريحات تسببت في غضب واسع النطاق بين المسلمين في الهند وفي الخارج.
وشارك بعض أبرز المسؤولين في الهند في إدارة الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مع دول عربية وإسلامية طالبت باعتذار من الحكومة لسماحها بصدور مثل تلك التصريحات.
ويشكل المسلمون نحو 13 في المائة من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة. وهناك احتجاجات مزمعة على التصريحات المسيئة في العاصمة المالية مومباي اليوم.