زاد الاردن الاخباري -
قال مدير عام المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي الدكتور حازم رحاحلة إنه وفي أغلب الأحيان لا تتوفر الظروف المعيارية الملائمة للسير بأي إجراء إصلاحي أو تطويري.
وأوضح في مقال الأ{بعاء، أنه "ولربما ومن واقع تجربتنا في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، فإن أغلب السياسات والبرامج التي تم استحداثها وأثبتت فاعليتها أنطلقت من مبدأ تحويل التحديات إلى فرص”.
واستشهد رحاحلة ببرنامج "بادر” الذي جاء للتعامل مع تحدٍ رئيس تمثل في عزوف المنشآت والمنشآت الصغرى على وجه الخصوص عن شمول العاملين لديها بالضمان الاجتماعي، ولعدة أسباب أبرزها الكلف المالية المترتبة على ذلك.
وأشار إلى أن التحدي الرئيس في برنامج "بادر” بكمن في إلزام قانون الضمان الاجتماعي بشمول عمالها بأثر رجعي، وهو ما يعني تكبيدها اشتراكات وغرامات وفوائد تأخير عن الفترات السابقة.
وأضاف: وفي منتصف الطريق، تجد المنشأة نفسها أمام معضلة حقيقية، إما المبادرة بشمول عمالها في برنامج "بادر” وتحمل الالتزامات المالية المترتبة عن الفترات السابقة كافة، وهو ما قد يؤثر على استدامتها والمحافظة على العاملين لديها، وإما الاستمرار بعدم شمول عمالها بالضمان الاجتماعي من باب "التهرُب التأميني”.
وبين أنه وخلال جائحة كورونا مع كل ما حملته من تحديات تعاملت المؤسسة مع غالبيتها من منطلق الفرص، تمكنت المؤسسة من الوصول إلى شريحة واسعة من المشمولين تحت مظلتها بحزمة من البرامج المساندة، "لكن وللأسف لم نتمكن من الوصول إلى العاملين في المنشآت غير المشمولة بالضمان الاجتماعي”.
وتابع "من هنا، كان لا بد علينا التفكير بحلول استثنائية تخرج عن الإطار التقليدي المتبع؛ أيهما أفضل، الإصرار على إلزام المنشآت بالشمول بأثر رجعي وتحميلها مبالغ مالية طائلة وقد ينتهي بها المطاف بالإغلاق وتسريح عمالها، أم دعوتها إلى شمول عمالها من الآن فصاعداً "فتح صفحة جديدة”، وهو الخيار الذي تبنته المؤسسة، من خلال برنامج "بادر” الذي أتاح للمنشآت المبادرة بشمول عمالها دون العودة عليها عن الفترات السابقة”.
ولفت إلى برنامج "بادر” أفضى منذ بدء الجائحة ولغاية الآن إلى شمول نحو خمسة وثلاثين ألف منشأة تحت مظلة الضمان الاجتماعي يعمل بها أكثر من مائة وخمسون ألف عامل، مؤكدا أن "هذا العدد لا يمكن تحقيقه وفقاً للترتيبات التقليدية بأقل من (6) سنوات وربما ما يزيد عن ذلك، خصوصاً عندما نتحدث عن منشآت صغرى ذات إمكانيات مالية محدودة”.
وخلص إلى أن من أهم الدروس المستخلصة من برنامج "بادر”، أن هناك دائماً فرص للاستفادة من التحديات أياً كان نوعها ومجالاتها، الأمر يتطلب فقط "الابتعاد خطوة بسيطة” عن المسلمات، والأدوات التقليدية التي لا تجدي نفعاً للتعامل مع الظروف الاستثنائية، بل على العكس من ذلك، ربما تزيد من حدتها.