زاد الاردن الاخباري -
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورة قيل إنها تُظهر حاخاماً يهودياً يُلقي خطبة الجمعة في أحد مساجد دولة الإمارات. إلا أن الصورة لا تُظهر الحاخام يلقي خطبة جمعة بل كلمة في احتفال يكرم ذكرى مؤسس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
يظهر في الصورة رجل يعتمر قبعة سوداء، كتلك التي يعتمرها بعض اليهود المتدينين، في ما يبدو أنها قاعة مسجد.
وجاء في التعليقات المرافقة "الحاخام اليهودي إيلي عبادي يلقي كلمة وقت صلاة الجمعة في مسجد أبو ظبي الكبير". وذهبت منشورات للقول إن الحاخام هو من ألقى خطبة الجمعة، رغم أن الصورة لا تُظهره على المنبر بل وراء طاولة.
وأثارت هذه المنشورات ردود فعل غاضبة على الصفحات والحسابات الناشرة بشكل عام، إذ صدق كثير من المستخدمين أن حاخاماً يهودياً ألقى خطبة الجمعة في مسجد إماراتي.
يأتي ظهور هذا النوع من الادعاءات وانتشارها على مواقع التواصل بعدما وقعت الإمارات والبحرين في منتصف أيلول/سبتمبر من العام 2020 اتفاقات تطبيع مع إسرائيل، ما جعلهما أول دولتين عربيتين تعترفان بإسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994). وندد الفلسطينيون بهذه الاتفاقات ووصفوها بأنها طعنة في الظهر.
وأطلق على هذه الاتفاقات اسم "اتفاقات أبراهام"، تيمناً بالنبي إبراهيم الذي يعتبر أبا الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام. وتجلى هذا التقارب باهتمام إعلامي ببعض الأعياد اليهودية وإقامة مناسبات يهودية في الإمارات، وباعتماد خطاب أكثر تقارباً بين الأديان الثلاثة، لا يخلو من إثارة الجدل والاعتراضات.
لكن الادعاء بأن الصورة المتداولة تُظهر حاخاماً يلقي خطبة الجمعة في مسجد في الإمارات غير صحيح.
من يظهر في الصورة؟
الرجل الظاهر في الصورة هو الحاخام إيلي عبادي، وهو رجل دين يهودي من أصل لبناني يشغل حالياً منصب رئيس المجلس اليهودي الإماراتي.
ووفقاً لوسائل إعلام إماراتية، شارك إيلي عبادي في أمسية تكريمية لمؤسس دولة الإمارات الراحل زايد بن سلطان آل نهيان، وذك في التاسع عشر من شهر رمضان من العام الحالي، أي الأربعاء في العشرين من نيسان/أبريل 2022، ولم يكن يوم جمعة مثلما جاء في المنشورات.
ويمكن ملاحظة اللافتة الخلفية التي تحمل رسماً للشيخ زايد باللون الأخضر، وهي شعار "يوم زايد للعمل الإنساني".
إضافة إلى ذلك، يمكن العثور على صورة مشابهة تماماً نشرتها مواقع محلية، يظهر فيها عبادي عن كثب متحدثاً في هذا الاحتفال.