«رؤية التحديث الاقتصادي» تم اطلاقها منذ أيام لكن مسيرة الاصلاح الاقتصادي والتطوير والتحديث مستمرة ومتواصلة ، ومن هنا افتتح الخميس وتحت رعاية ملكية سامية مشروع توسعة واعادة تأهيل الميناء الصناعي في العقبة .
مشروع التوسعة هذا هو استثمار بكلفة ( 145 مليون دينار ) تم من خلاله رفع الطاقة الانتاجية للميناء الصناعي من( 5) ملايين طن الى ( 10) ملايين طن سنويا أي ضعف ما كان عليه .. كما ان الميناء الصناعي يصدّر الى نحو ( 50 ) دولة ، وقد تم رفع جودة المناولة وكفاءتها من ( 1000) طن/ الساعة ،للمواد السائبة الجافة الى ( 4000) طن/الساعة.
كما ان شركة الموانئ الصناعية الاردنية المسؤولة عن المشروع تعد - وكما قال رئيس مجلس ادارة الشركة د. معن النسور- تعدّ ترجمة حقيقية للتوجهات الملكية في ترسيخ وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال عقود الامتياز المبرمة مع الحكومة ممثلة بشركة تطوير العقبة .
هذه الشركة - التي تمثّل قصة نجاح لشركاتنا الوطنية - رفدت خزينة الدولة بنحو( 11 مليون دينار) خلال عام ( 2021) كرسوم امتياز وايجار وأراض وغيرها ، اضافة الى ( 1.77 مليار دينار - ما يعادل 2.5 مليار دولار) قيمة صادرات البضائع عبر الميناء في عام 2021 ، هذا علاوة على دور هذه الشركة الوطنية والشركتين الام ( شركة البوتاس العربية وشركة مناجم الفوسفات الاردنية مناصفة وبراسمال مشترك يصل 140 مليون دينار)في الحد من البطالة من خلال التدريب والتأهيل والتوظيف .
من أهم ما يمتاز به هذا المشروع انه ينسجم تماما مع اهداف «رؤية التحديث الاقتصادي « .. وذلك من خلال :
1 - كما ذكرت أعلاه فالمشروع يمثل ترجمة حقيقية للشراكة بين القطاعين العام والخاص وهذا من أهم ما ركّزت عليه رؤية التحديث الاقتصادي ليس فقط في قطاع الصناعة او الصناعات الكيماوية فحسب بل وفي مختلف بنود الرؤية.
2 - من ابرز المبادرات المقترحة الواردة في رؤية التحديث الاقتصادي المتعلقة بالصناعات الكيماوية : تسويق الصناعات الكيماوية الاردنية دوليا ..وقد تم «الخميس» وبحضور جلالة الملك عبد الله الثاني، عمليات المناولة لشحنات من البوتاس عالي الجودة لسفينتين ستتجه الاولى الى اندونيسيا وماليزيا محملة الاولى بـ( 35 الف طن ) والثانية محملة ايضا بـ( 35 الف طن) ستتجه الى فنلندا للمرة الاولى (كسوق جديدة للبضائع الاردنية ) الامر الذي يؤكد استمرار نهج الشركة والشركتين الام على :( رفع طاقة الانتاج - ورفع جودة المناولة وكفاءتها - وفتح اسواق جديدة للتصدير ) .
3 - الاردن قادر على زيادة انتاجه في العديد من المواد الكيماوية الصناعية والاستهلاكية ، خصوصا وان الاردن يحتل مركزا متقدما في انتاج الاسمدة ومنتجات ومشتقات الفوسفات والبوتاس والبرومين لامتلاكه قاعدة تعدينية قوية ، كما ان الصناعات الكيماوية تمثل نحو( 11.7 ٪) من مساهمة قطاع الصناعة في الناتج المحلي الاجمالي ، وتشكل ( 30.4 ٪) من الصادرات الصناعية .. ومن هنا ندرك اهمية توجه شركة الموانئ الصناعية الاردنية للتوسع في المرافق التخزينية لتشمل منشئات صناعية وانتاجية مصدرة عبر الميناء الصناعي ، اضافة لوجود مباحثات مع مستثمرين محتملين لتصدير مادتي الامونيا والهيدروجين واستيراد مواد البناء السائبة لتوريدها للدول المجاورة - بحسب ما كشف عنه د. معن النسور - .
باختصار.. فان هذا المشروع وهذه الشركة الوطنية التي تمثل انموذجا للتعاون المشترك بين شركتين اردنيتين تمثلان صرحين من صروح الاقتصاد الوطني ، استطاعتا تحقيق نجاحات على مستوى الاقليم والعالم في وقت تزداد فيه أهمية منتجات الاسمدة والصناعات الكيماوية في أعقاب الحرب في اوكرانيا ، وقد استطاعت الشركتان ( البوتاس والفوسفات ) وشركة ( الموانئ الصناعية الاردنية ) فتح أسواق جديدة للمنتجات الاردنية وزيادة حجم التصدير وابرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم مؤخرا بنحو( 1.5 مليار دولار)- الفوسفات الاردنية مع شركات هندية -، اضافة لاتفاقيات زيادة صادرات البوتاس مؤخرا لكل من الصين والهند والبرازيل ..مما يمنحنا مزيدا من الأمل بالدور الذي ستلعبه «الصناعات الكيماوية» و «التعدين» «في رفع معدلات النمو وخلق فرص العمل في «رؤية التحديث الاقتصادي» من أجل» مستقبل أفضل».