تُعلن مليشيات إيرانية وقادة من حزب الله، أنهم يتحركون نحو الجنوب السوري، لملء الفراغ الذي تركه الانشغال الروسي في الحرب الأوكرانية الروسية، وأمريكا تعرف وتعي ما يحدث بأن ايران هي الرابح من كل ما يجري، والمهم بالنسبة إلينا كأردنيين أمن الأردن واحترام سيادته، والحفاظ على وحدة سوريا وعدم انحدارها نحو مزيد من الفوضى.
أمّا وجهة نظر إيران فهي رفض ما يقال عن تصرفاتها وتهديدها، ومن الطبيعي ان تعلن إيران هذا الموقف والرافض لدورها في الفوضى الحاصلة، ولكن الموقف على الأرض مغاير لما ترفضه إيران من دور منسوب إليها.
مؤخراً، كشفت تصريحات رسمية أردنية وأمنية، عن ارتفاع أجور التهريب للداخل الأردني من جهة الحدود السورية، وهي تصريحات مصدقة لدى الأردنيين وموثقة، ولا مكانه للدفاع الإيراني عن تورطها وحزب الله، فالمصداقية معدومة، وايران الرسمية في عقلها واستراتيجيتها ترى الحدود الأردنية السورية هدفاً من اهداف مواجهتها التاريخية مع الشيطان الأكبر (امريكا) وطفله المدلل في المنطقة (إسرائيل).
الحدود السورية الأردنية كانت همّاً اردنيا بفعل كمية الخروقات ونوعيتها، وبفعل نشاط التهريب للمخدرات والسلاح والذي لا يمر ولا يأتي إلا من حدودنا الشمالية التي ترابط قوات حرس الحدود عليها وتعمل كل ما باستطاعتها لمواجهة المهربين.
ليس لدينا ترف الانتظار في الأردن لكي تنهار السيطرة السورية على حدودها معنا، ويجب التحرك بأقصى درجات الحيطة والحذر، والتعامل مع كل الحلفاء الدوليين والتنسيق مع الجيش العربي السوري للحفاظ على امن حدود البلدين، والحفاظ على أمن سوريا العربية، من تهور القوات الموالية لإيران ومليشيا حزب الله، وإيران لن تترك بلدا تدخلها دون تفكيك سلطتها وقدراتها وربطها بطهران.
في مقابلته التلفزيونية وضمن برنامج «معهد هوفر»، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي أجريت مطلع شهر أيار الماضي على وجود مؤشرات تصعيد محتمل في الجنوب السوري، وحذّر جلالة الملك، من أنّ إيران وأتباعها سيسدون الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الروسي من المنطقة الجنوبية السورية، وما قد ينجم عنه من تصعيد محتمل.
وقال جلالته، في معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد الأميركية، إنّ «الوجود الروسي في الجنوب السوري كان مصدر تهدئة، وهذا الفراغ سيسده الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا».
في المحصلة الأردن، يتمنى أن تتمتع سوريا كدولة موحدة قوية بسيادتها على حدودها،وان تعود للاستقرار والحضن العربي، ولا يرغب بحدود معها تسيطر عليها مليشيات إيرانية وقوات من حزب الله التي تخرب كل ارض تطأها.