تشاء إرادة الله عز وجل ان اطلع على ادق تفاصيل وحقيقة هذه الارض وما جرى بشأنها قبل اكثر من عشرين عاما لاعيد روايتها اليوم بكامل تفاصيلها .. هنا أقول إعادة رواية القصة لمن لا يعلم لأنه سبق وقمت بروايتها في مقال قبل حوالي عشر سنوات وكان النشر حينها في معرض المدح وكان المقال في حينه بعنوان ( ما لا تعرفون عن ملك ابتلاه الله ) ولا يزال منشورا وموثقا على الانترنت حتى اليوم لمن اراد التحقق والرجوع اليه واليوم اعيد القصة لان من تلقف ونشر الوثيقة لا يخرج حاله عن ثلاث فإما مستفسر يريد درء الشبهة او جاهل مثرثر مروج لاشاعة او مريض نفس بطبيعته رجس يبتغي الاساءة وسبحان مغير الاحوال فما كان بالامس محلا للمدح اصبح اليوم محلا للذم عند البعض لا لشيء سوى ان النفوس قد اختلفت واختلت معاييرها وطباعها واخلاقياتها وقد قيل يعرف الرجال من الحق ولا يعرف الحق من الرجال واليكم القصة ..
رحم الله العم العزيز الدكتور احمد طنش فلقد كان رجلا بكل معنى الكلمة وعندما جرى تكليفه كمدير عام لمؤسسة ادارة وتنمية اموال الايتام ذهبت بحكم صلة المصاهرة لتأدية الواجب العرفي الذي يقضي بتقديم التهنئة لأي مسؤول يعين في موقع ولكن بخلاف الجميع قلت للرجل ( والله يا ابو محمد ما بعرف اباركلك وللا اعزيك بموقع المسؤولية !!؟؟ ) فاصابه الضيق من كلامي ولكن بعد مرور عام ولما وجد من امانة في رقبته عاد وقال لي ( فعلا كنت انت الوحيد الصادق معي ) فكان رحمه الله تعالى يحدثني عن بعض تفاصيل العمل ويشاورني في اخرى مما تتطلبه المشورة القانونية وقد وجد ان كثير من علية القوم لم يسددوا ما عليهم للايتام فاجبرهم على السداد تحت طائلة الملاحقة القانونية والذي كان من جملتهم احد الامراء الذي تفاجأ بعدم سداد المبلغ بعد كتاب شديد اللهجة من الدكتور طنش اليه فوبخ الامير مديره المالي وقام بدفع كامل القرض الذي عليه مع مرابحته ..
من القصص التي حدثني بها رحمه الله ان جلالة الملك اراد ان يستملك اراضي المؤسسة في منطقة صويلح ( وهي نفس الاراضي المسربة في الوثيقة ) فحضر اليه موظفو الديوان الملكي وقدموا اليه متوسط تخمين لسعر المتر على حساب 20 دينار/متر فرفض الدكتور طنش البيع وطلب ضعف متوسط السعر بواقع 40 دينار فقال له موظفو الديوان ان جلالة الملك هو المشتري ولا يجوز التعامل مع سيدنا بهذه الطريقة فاجابهم ( لانه جلالة الملك الهاشمي وولي امر الايتام ساضاعف عليه السعر ) ورفض الدكتور اجراء المعاملة وأصر على ان يتحمل الملك سعر الارض مضاعفا فما كان من موظفي الديوان سوى الرجوع الى الملك بالشكوى على الرجل فاجابهم الهاشمي النبيل ( حق الايتام .. اعطوهم اللي بدهم ياه وزيادة .. ) وقد اشتراها فعلا جلالة الملك بذلك الوقت بضعف سعرها المخمن وقام بعد ذلك بطلب الدكتور طنش وسلمه شيك من حسابه الشخصي باسم المؤسسة تبرعا للايتام ايضا بمبلغ وطلب منه عدم ابلاغ اي شخص بمقداره وقد رفض ابلاغي كم هو لكن بعد الحاح سألته فيما اذا كان اكثر من مليون دينار فقال لي نعم انه اكثر ..
اليوم وبعد اكثر من عشرين عاما على القصة قام نفس الهاشمي النبيل بنقل ملكية قطعة الارض من اسمه لاسم زوجته وابنائه على سبيل الهبة بتصرف قانوني مقرر لجميع خلق الله ومقرر لمواطني الدولة فهل هذا جريمة !!؟؟ لأن هنالك جاهل او حاقد او مثرثر فلقد غابت الحقيقة على حساب عدة تساؤلات مهمة يتوجب الاجابة عليها .. من ذلك المريض الصفيق الذي قام بتصوير المعاملة ( سكانر ) ؟؟ ولماذا نشرها ؟؟ وتوقيت نشرها ؟؟ وتشويه مضمونها والزعم بان ما ورد فيها هو سعرها !!؟؟ وهدفه من ذلك كله ؟؟ فالوثائق المتعلقة باملاك العائلة المالكة كما يعرف اهل الاختصاص لا تحظى بالحماية الجزائية المقررة بموجب قانون حماية اسرار ووثائق الدولة كوثيقة سرية بل انها مصنفة كوثائق عادية كاي وثيقة لمواطن اردني لكن بالمقابل لا يجوز ولا يليق اذا لم تكن سرية ومحمية ان يتم استغلالها وتشويه حقيقتها بهذه الطريقة البشعة اما الاعتداء على خصوصية عباد الله يرفضه كل انسان ( طبيعي ) .. اتقوا الله
المحامي بشير المومني