تحتاج الفعاليات التي تأخذ بُعدا عربيا أو دوليا جهودا وطنية لا تقتصر فقط على الجهود الرسمية من قبل الحكومة ومؤسساتها حتى تنجح وتأخذ حقها سواء كان في الدعم أو في المشاركة، حتى يبدو الوطن بالمكانة التي تليق بما يستضيف من هذه الفعاليات، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن الحاجة للمشاركة الوطنية في مثل هذه الفعاليات تعدّ واجبا وطنيا علينا جميعا وفي مقدمتهم وسائل وممثلو وسائل الاعلام المختلفة.
ومع اعلان مدينة إربد عاصمة الثقافة العربية 2022 ، نجد أنفسنا أمام حدث هام للأردن ولإربد، الأمر الذي يجعلنا جميعا نتشارك لدعم هذه الفعالية والسعي الجاد لإنجاحها وجعلها نموذجية ومثالا يحتذى كما هو الأردن دوما في كافة المناسبات والفعاليات التي يبدو بها في أعلى درجات النجاح، ونجاح هذا الحدث بكافة فعالياته لن يكون بعصا سحرية، ولا بإجراءات فردية أو من مؤسسات محددة، إنما هو حدث هام يحتاج أن يكون نجاحه مسؤولية وطنية علينا المشاركة بها جميعا.
إربد، هذه المدينة التي تحتل في عقولنا وقلوبنا وفكرنا مساحات كبيرة ثقافيا وسياحيا وفكريا، المدينة التي تشكّل علامة بارزة في تاريخ الوطن وحاضره، كما في مستقبله، فأن تكون عاصمة للثقافة العربية تأكيد على أهميتها تاريخيا وحاليا، اضافة لما تتضمنه من امكانيات مستقبلية تجعل منها مدينة بأعلى درجات العلم والحضارة، وفي ذلك تأكيد على أننا جميعا معنيون بانجاحها في أن تكون عاصمة للثقافة العربية، وحتما ذلك يليق بها، فهي المدينة الجديرة بذلك.
وفي إنطلاقة حفل الإعلان عن إربد عاصمة للثقافة العربية 2022 تحت الرعاية الملكية السامية، حيث تمتد إلى نهاية العام الحالي، وما يتخلل ذلك من أسابيع ثقافية عربية ستقام ضمن هذا الحدث، توجيه بوصلة الثقافة العربية نحو اربد ووضعها تحت مجهر الاهتمام الثقافي العربي وفرصة للحديث عن مدينة تحكي تاريخا عريقا وحاضرا مزدهرا، وفي كل هذا دور على الجميع لإنجاحه، وفي مقدمتهم وسائل الاعلام التي يقع على عاتقها دور هام ودقيق بمنح اربد ما يليق بها وبنقل تفاصيل هذا الحدث بما يليق به.
اربد اليوم أمام العالم مدينة للثقافة العربية، ونافذة يطل بها العالم العربي للأردن عبر بوابة الثقافة، وفي نجاح هذا الحدث مسؤولية على الاعلام والمجتمعات المحلية، وبالتشاركية حتما النجاح مؤكد.