زاد الاردن الاخباري -
من المنتظر أن يشهد الوطن العربي والعالم في الأسبوع المقبل حدث فلكي هام، وتحديدا يوم الثلاثاء 21 حزيران 2022 في الساعة 1:13 ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، حيث يكون القطب الشمالي للأرض في أقصى ميل له نحو الشمس، فتتعامد الشمس فوق مدار السرطان عند خط عرض 23.44 درجة شمالًا، ويحصل نصف الكرة الأرضية الشمالي في هذا اليوم على أطول نهار في العام وأقصر ليل.
ويمثل هذا اليوم البداية الرسمية واليوم الأول من فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي او ما يسمى فلكيا" بالانقلاب الصيفي" وأول يوم في الشتاء في نصف الكرة الجنوبي - "الانقلاب الشتوي".
وبسبب ميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس، تتغير زاوية سقوط أشعة الشمس على الأرض خلال العام، وبالتالي تتغير نقطة الشروق والغروب الظاهرية في السماء بين الشمال والجنوب، أي أن مسار الشمس في السماء يصبح أعلى أو أدنى على مدار العام، ويوم الانقلاب الصيفي تصل الشمس إلى أقصى نقطة شمالية لها في السماء.
وبعد يوم الانقلاب الصيفي، تبدو الشمس وكأنها تعكس مسارها وتبدأ بالاتجاه جنوباً، أي أن مسار الشمس الظاهري في السماء ينقلب ويبدأ بالاتجاه جنوباً حتى يصل إلى أقصى نقطة جنوبية يوم الانقلاب الشتوي في شهر كانون أول.
ويترافق مع هذا الحدث الفلكي ظواهر عديدة نشهدها على الأرض، من أهمها: بداية فصل الصيف رسميا، وشروق الشمس من أقصى الشمال الشرقي وغروبها في أقصى الشمال الغربي، وأطول نهار وأقصر ليل، وأقصر ظل، وانعدام ظل الظهيرة في المناطق الواقعة على مدار السرطان.
والانقلاب الصيفي هو اليوم الذي يتلقى فيه النصف الشمالي من الكرة الأرضية أطول فترة لضوء الشمس (أطول نهار)، وتضرب أشعة الشمس الأرض بزاوية مباشرة أكثر، مسببة الاحترار الفعال الذي نسميه الصيف، لذلك يبدأ الصيف رسمياً من يوم الانقلاب الصيفي.
ونظرًا لأن الشمس في هذا اليوم تكون في أعلى موقع لها في السماء، ستلاحظ أن ظلك وقت الظهيرة هو الأقصر طوال العام.
ويقع النصب الحجري الشهير ستونهنج في إنجلترا، وتحديداً في ويلتشير التي تبعد حوالي الساعة والنصف من لندن، وترتبط حجارة ستونهنج بيوم الانقلاب الصيفي والشتوي، لما تخلقه من خط رؤية مع الشمس في ذلك اليوم، ويعتقد علماء الآثار أن نصب ستونهنج كان له علاقة في حساب التقويم، وربما خدم عدة أغراض على مر السنين، لذلك يجتمع الناس هناك يوم الانقلاب الشمسي ليشهدوا أحد أهم العجائب المعمارية.
ويعتمد توقيت الانقلاب الصيفي في نصف الكرة الشمالي كل عام على وقت وصول الشمس إلى أقصى نقطة في الشمال من خط الاستواء. لذلك يتراوح تاريخ الانقلاب الصيفي في نصف الكرة الشمالي من 20 إلى 22 حزيران.
ويحدث هذا التغيير بسبب عدة تأثيرات، وهي تأثير الجاذبية من القمر والكواكب الأخرى، والتذبذب الطفيف في دوران الأرض، إضافة الى الاختلاف بين نظام التقويم الغريغوري (الذي عادةً ما يكون 365 يومًا)، والسنة الشمسية (المدة التي تستغرقها الأرض لاكمال دورة واحدة حول الشمس)، والتي يبلغ طولها حوالي 365.242199 يومًا، للتعويض عن جزء الأيام المفقود ، حيث يضيف التقويم الغريغوري يومًا كبيسًا تقريبًا كل 4 سنوات.