زاد الاردن الاخباري -
أفادت ندوة، عقدتها وزارة تنمية المجتمع الإماراتية، بوجود أربعة عوامل قيد البحث والتأكيد العلمي، ترتبط بإصابة الأطفال بطيف التوحد، تضمنت تناول الأمهات أنواعاً معينة من الأدوية خلال الحمل، والتعرض للملوثات البيئية قبل أو خلال الحمل، وقصر أو طول المدة الزمنية بين حمل وآخر، ومشكلات في السمع والقدرة على تمييز الأصوات لدى المواليد.
وأكد أخصائي نفسي بإدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في الوزارة، الدكتور روحي عبيدات، خلال عرض عن أحدث الدراسات المتعلقة بإصابة الأطفال بطيف التوحد، أن تلك الدراسات لم تصل إلى مستوى يمكن اعتماده كدليل علمي يمكن تطبيقه على كل الأطفال، إلا أن من الضروري أخذها في الحسبان من قبل الباحثين والوالدين، بشكل احترازي، بهدف تقليص احتمال أن تؤدي هذه العوامل إلى إصابة الأطفال بالتوحد.
وأوضح أن إحدى الدراسات أظهرت أن تناول الأم أنواع مسكنات دوائية أو جرعات من أدوية التخدير، سواء قبل الحمل أو خلاله، قد يؤدي إلى إصابة الطفل بأحد أعراض طيف التوحد، مضيفاً أن الدراسة كشفت أن تناول أنواع معينة من المسكنات له تأثير مباشر على ظهور بعض حالات التوحد، وبعض الإعاقات النمائية الأخرى.
وتناول عبيدات دراسة أخرى، بحثت في العلاقة بين الفترة الزمنية بين حمل وآخر، والتي وجدت علاقة بين المدة القصيرة جداً التي تصل إلى أقل من 18 شهراً أو المدة الطويلة التي تصل إلى أكثر من 60 شهراً بين الحملين، شارحاً أن الدراسة خلصت إلى أن المدة إذا كانت قصيرة جداً أو طويلة، فإن ذلك قد يؤدي إلى إصابة الطفل بأحد أعراض طيف التوحد.
وتطرق إلى سبب ثالث، أسفرت عنه إحدى الدراسات التي أجريت على 686 من الأطفال الذين يعانون أحد أطياف التوحد، وأكدت أن جميع هؤلاء الأطفال تعرضوا لمسببات التلوث خلال فترة الحمل أو في الأشهر الأولى بعد الولادة، متابعاً أن الدراسة أظهرت أنهم تعرضوا لجزيئات من مسممات معينة موجودة في البيئة من حولهم، أو نتيجة تسربات ثقب الأوزون، وذلك خلال مرحلة الحمل أو خلال السنة الأولى من الولادة.
وتناول عبيدات السبب الرابع، الذي كشفت عنه دراسة بحثت في العلاقة بين مشكلات في القدرات السمعية، كشف عنها اختبار الاستجابة السمعية لجبهة الدماغ، موضحاً أن الفريق أجرى فحص أطفال شُخصوا في ما بعد بالتوحد بعد في أعمار لاحقة، وحاول الربط بين نتيجة استجابة الأطفال حديثي الولادة للاختبار السمعي وحالة التوحد التي ظهرت لاحقاً لديهم.
وتابع أن النتائج التي توصل إليها منفذو الدراسة أظهرت أن الأطفال الذين تم تشخيصهم بأن لديهم توحداً، كانت استجابة أدمغتهم بطيئة للأصوات، وأن لديهم مؤشرات على ضعف في القدرات السمعية، إما أنها أدت إلى ظهور حالة التوحد، أو إنها كانت تستوجب تشخيصاً مبكراً للكشف عن احتمال الإصابة بالتوحد، الذي بدوره ترافق مع الإعاقة السمعية.
حقائق علمية
خلصت الندوة التي نظّمتها وزارة تنمية المجتمع، في إطار جهودها لتوعية الأسر وأفراد المجتمع، إلى أن تلك الدراسات تنبه إلى ضرورة حذر الأمهات ومعرفتهن العلمية بكل الحقائق.
وأوصت بضرورة استشارة الأطباء في كل المراحل، سواء في مرحلة التخطيط للحمل أو أثناء الحمل، وأيضاً في مرحلة ما قبل الولادة، خصوصاً في ما يتعلق بالعوامل البيئية والصحية التي يمكن التعرّض لها خلال تلك الفترات، والتي يحتمل أن تؤثر وتتسبب في ظهور بعض أعراض التوحد.