عاهد الدحدل العظامات - العسكرية في البادية هي بمثابة الطموح الذي يسعى إليه غالبية شبابها, وهي لديهم ليست مجرد وظيفة يتقاضون أجرها كل نهاية شهر. وإنما هي أعظم مدرسة يُمكن أن يتعلم منها الشاب في حياته دروساً في الوطنية والإنضباطيّة والتضحيّة في سبيل الوطن. في نهاية كل إسبوع أقابل شباب عسكريون أتعبتهم المسافة الطويلة الواصلة ما بين المُعسّكر ومناطقهم فيالبادية, فهي لا شك أشد تعباً من وظائفهم وواجباتهم التي يقومون بها داخله, ومع هذا ألتمس منهم الرضى, وأجدُ فيهم المعنوية العالية والهمّة على الإستمرارية في حياتهم العسكرية التي عشقوها رغم متاعبها.
لقد راهنت دائماً على هؤلاء الشباب في البادية وعلى رجولتهم وصبرهم وصلابتهم وقوتهم وثقافتهم وثقتتهم بأنفسهم وحبّهم لوطنهم رغم كافة التحديات التي تتعلق بحياتهم ومعيشتهم ومناطقهم النائية في البادية وما يعصف بها من تهميش. ودائماً ما كنت أكسب الرهان, فالشباب في البادية ليس لديهم فرص ولكنهم بعزيمتهم دائماً ما يصنعونها ويستغلونها ويحققون من خلالها الإنجازات ليثبتوا للجميع أن في البادية ثمة كفاءات قادرة على الإدهاش في تحقيق المستحيلات.
لقد شعر جميعنا في البادية الشمالية وتفاخرنا بما حققه إبننا الملازم عمر العظامات الذي أثبت جدارته بتخرجه من جامعة مؤته لجناحها العسكري وقد أتى إلى البادية وهو يحمل سيف الشرف حاصلاً على الجوائز الملكية الأولى مما جعله محط إعجاب الجميع في وطنه وباديته. هذا الشاب الذي يجب أن يتخذه كل الشباب مثالاً ونموذجاً في المثابرة والتحدي والصبر والجدّ والإجتهاد.
هنيئاً للوطن وجود هذه الطاقات الشابة التي يمكن الإعتماد عليها في بناء الوطن وهنيئاً للشاب عمر العظامات ولأهله وباديته هذا الإنجاز الكبير