الفتنة والشعب
شواهد عديدة على استغلال الوظيفة وموارد الدولة
بالأدلة والشهود
ولكن القاعدة الشرعية درء المفاسد أولى من جلب المصالح
تمنعنا من الحديث فيها تجنباً لأعظم مفسدة وهي الفتنة
كما تكونوا يولّى عليكم
على المرء أن يميز بين الديمقراطية والتعدي على حقوق الغير
وأن يسعى لممارسة الديموقراطية (حُكم الشعب) لتحقيق الخير للشعب عامة
يسعى القلة من أبناء الوطن لإحياء الأوليغارشية ليحكموا من خلال تقسيم الشعب إلى أغنياء وفقراء،
هؤلاء القلة الأغنياء يعتبرون أنفسهم هم الصفوة لامتلاكهم الثروة أو لتحكمهم في الموارد بسبب ولادتهم في عائلات غنية، يغترون بأنفسهم كمن قال لصاحبه أنا أكثر منك مالاً وأعزُّ نَفرا
هؤلاء القلة يسعون للسيطرة على الدولة ومواردها والإدارة وسلطة الحكم فيها وجعلها دُولةً بينهم
عوضاً عن الأرستقراطية التي تهدف لامتلاك السلطة من قبل المواطنين المؤهلين والأفضل تعليماً والنبلاء، الذين يتوارثون القيم والأخلاق والمبادئ الحسنة والفكر المتفوق الذين تصب قراراتهم في مصلحة البلد والشعب وليس مصالحهم الشخصية.
قلة يتلاعبون في الرأسمالية لخصخصة موارد الدولة ومؤسساتها وأصولها
بحجة تنمية الاقتصاد ومواكبة العولمة وبقاء المُلكيّة لكافة العناصر في الشعب، ليتحكم الشعب في عوامل الإنتاج بكفاءة وانتاجية عالية وابتكارات متميزة
ثم يستغلون عدم قدرة أغلبية الشعب على المساهمة والمنافسة في الرأسمالية ليخلقوا نظامهم الاقطاعي والفيودالي اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً لالغاء مفهوم الدولة والمواطنة؛
واحتكار السيادة لأنفسهم تحت غطاء أهمية الرأسمالية والاقتصاد الحر لتطوير اقتصاد الوطن ورفاهية الشعب.
الملك أراد إحباط مخططات الاقطاعيين والفيوداليين وكلف رجل القانون والنزاهة والعدالة لتشكيل الحكومة واجراء ما يلزم لترسيخ قواعد الديمقراطية والدولة المدنية الرأسمالية الأرستقراطية والحكومة النيابية
ولكن رجل القانون الرئيس المكلف كان أضعف من أن يُحقق الرؤى الملكية ولم يستطيع مُجابهة الفيوداليين الذين يسمون أنفسهم "كراسي البلد"
وحتى أنه خسر المعركة قبل أن تبدأ.
واستعرض الفيوداليين بطي صفحة القانوني الدولي الذي حظي بثقة الملك من خلال نقل الخبر بأسف مزيف يخفي بين سطوره رسائل متعددة.
وتبع ذلك تجمعات الفيوداليين مُستغلين عشائرهم في تحالفات لنصرة الفتنة ممتطين الهجاج متخبطين في نقل رسالة مفادها
(كما كان يقول الأطفال في الشوارع):
"يا لعيب يا خريب"
على الشعب والنُبلاء والمُخلصين مسؤوليات جِسام لنرجع من شفا الهُوة،
فلا تجعلوا على قلوبكم أكنةً وفي آذانكم وَقراً وامنعوا بوار الأصيلة،
عليكم تلافي الأمر قبل تشتت الأُلفة وتباين السُّهمة، فمن تبع هواه كان أمره فُرُطا
ولا تكونوا كمن قال الله عنهم:
"قُل هل نُنبِئُكم بالأخسرين أعمـٰلا(١٠٣) الذين ضلَّ سَعيُهم في الحيوٰةِ الدُّنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا(١٠٤)
مهتدين بأوامر الله عزّ وجلّ:
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المُنكر"
رسول الله (ص) قال:
"ما من مولودٍ إلا يُولد على الفِطرةِ، فأبواه يُهودانِهِ أو يُنصرانه أو يُمَجِّسانه"
ومن أهم مكارم الأخلاق التي على كل راعٍ مسؤولية إصلاح رعيته وتربية أبناءه عليها ركن أساسي لا يكون الإيمان إلا به؛ وهو تعظيم حرمات الآخرين،
فالثابت عن النبي (ص) أنه قال:
"لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه"
فإن أردتم الإصلاح والأحسن صُنعاً
ابدأوا بآل بيوتكم ومَن استرعاكم الله إياهم
واجتهدوا في إصلاح ما فسد فيهم ليستقيم المجتمع
ولا تنتظروا إصلاح الدولة والحكومة وأولي الأمر وإن كان ذلك واجباً عليهم
فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته وليس الراع بالأمير فقط
"ما من عبد يسترعيه الله رعيةً ، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرَّم الله عليه الجنة"
والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم.
فكما تكونوا يولّى عليكم
الأوليغارشية دُعاة النظام الاقطاعي والفيودالي يسعون للسيطرة على الدولة ومواردها،
وحرمان المواطنين المؤهلين والأفضل تعليماً وقيماً وأخلاقاً، وأصحاب المبادئ الحسنة والفكر المتفوق من مشاركتهم في السُلطة،
هؤلاء فئة من الشعب، ولدوا عالفطرة،
فلو أن والداي كل منهم أحسنا تربيتهم لاستقام طريقهم وأحبوا للغير (جميع الشعب) ولوطنهم ما يُحبون لأنفسهم ولقدموا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية
ابدأوا بإصلاح أنفسكم وآل بيوتكم حتى يولى عليكم خياركم، والسلام على مَن اتبع الهدى.