زاد الاردن الاخباري -
بقلم : النائب خير ابو صعيليك - ازعم انني راقبت المشهد التنموي و الاقتصادي في البلاد عن كثب وخاصة في السنوات العشر الاخيرة والتي تمثل مدة عضويتي في البرلمان وكنت شاهداً على طموحات الاردنيين وامالهم و تراجع مستويات الثقة لديهم.
لا ينقصنا موارد فبلدنا يمتلك خامس اكبر احتياطي في العالم من الفوسفات ( السماد ) و سابع اكبر منتج للبوتاس و يمتلك كميات هائلة من السيلكا.
لدينا البتراء و وادي رم والبحر الميت ومقامات الصحابة و المغطس كمنتجات سياحية فريدة unique selling points
ولدينا نسبة سطوع شمسي مرتفعة
و امتلكنا موارد بشرية ساهمت في بناء دول شقيقة ولدينا منظومة امنية مساندة وقبل كل هذا وكله وجود قيادة سياسية منفتحة يتسع صدرها للرأي الاخر و غير دموية.
كل هذا لم يشفع لنا لتحقيق معدلات نمو اقتصادي مقبولة و لم يفض الى كبح جماح البطالة ولا خفض نسبة الدين العام و السبب باختصار هو عنوان هذه المقالة.
مع صدور رؤية التحديث الاقتصادي ، افترض ان عنصرين من عناصر الهرم الثلاثي قد وجدت وهي المستهدفات والجداول الزمنية ، و حتى نكون اكثر دقة فان اكتمالهما يتطلب خطة تنفيذية من الحكومة صاحبة الولاية على انفاذ القانون بموجب ما أوكل اليها بمقتضى مواد الدستور.
يبقى العنصر الثالث في هذا الهرم و هو المساءلة ، وهو باختصار يعني قياس ما قام به اي مسؤول من تحقيق المستهدفات ضمن الجدول الزمني المتفق عليه بالاضافة الى خلق اليه للاستبدال في حال الاخفاق ، وهذا يعني دخول الجميع في دائرة المساءلة و شمول كل المسؤولين وليس فقط الوزراء بل الانتقال الى مستويات تنفيذية اخرى في الادارة العامة كالامناء العامون و مدراء الدوائر ورؤساء الاقسام.
ليس مقبولاً ان يبقى مسؤول في موقعه لسنوات دون ان يعرف المواطنون ماذا انجز وماذا تبقى عليه، وليس من العدل ان يرحل الوزير دون ان يعرف الكافة سبب ذلك والاخطر من ذلك لماذا يعود هذا المسؤول الى السلطة مرة اخرى دون ان نعرف لماذا غادر ولماذا عاد .
وليس من الانصاف حرمان صاحب القرار من تطبيق الية الثواب والعقاب على الموظف العام بحجة نصوص الخدمة المدنية البالية.
المساءلة هي الية شفافة توضح للمواطن كمية الانجاز وكمية الاخفاق و اسبابه وتشرح لماذا غادر زيد ولماذا عاد عبيد وفق الية بعيدة عن العاطفة و المجاملة تستند الى تطويع الوسائل العلمية والتكنولوجية .
المواطن الاردني الذي عانى بسبب ظروفه المعيشية و تألم كثيراً لحال اشقائه في هذا الاقليم عديم الاستقرار ابتداءاً من الاستعمار ثم الاحتلال ثم الاقتتال ، يستحق منا جميعاً ان نخلق له فسحة امل تبدأ من تعزيز مناخ الحريات و الديموقراطية بالاضافة الى الانتقال الى خدمات افضل، فالاردني العروبي الصابر يستحق منظومة نقل افضل و يستحق منظومة تعليمية و صحية افضل وهو بالتأكيد يستحق نوعية حياة افضل.