تعزيزاً لقدرات القوات المسلحة الدفاعية، واصل جلالة الملك عبدالله الثاني على إعطاء الأولوية للدفع قدماً بمخطط تجهيز وتطوير القوات المسلحة ( الجيش العربي ) ، وفق برامج مندمجة ، ترتكز خصوصاً على توطين الصناعات العسكرية وتنمية البحث العلمي ، وذلك عبر إبرام مجموعة من الشراكات والاتفاقيات مع مراكز البحث والجامعات الأردنية والأجنبية، بغية تنفيذ مشاريع ذات قيمة تقنية عالية ، من أجل تطوير تجهيزات ذاتية لقواتنا المسلحة في مجالات مختلفة».
و موازاة مع هذا النهج اعتمد جلالة الملك مد جسور التعاون بين قواتنا المسلحة ونظيراتها من الدول الشقيقة والصديقة، والتي أسفرت عن نتائج محمودة، زادت من إشعاع الجيش العربي وحضوره دولياً. مما يعزز مصداقية ويغني رصيده المعرفي لخدمة ما نؤمن به جميعاً من ترسيخ قيم السلم والأمن، التي يجب أن تسود بين الدول والشعوب ، وبفضل ما راكمته القوات المسلحة من تجربة، أصبح الأردن اليوم شريكاً فاعلاً وموثوقاً في عمليات حفظ السلام ، عبر مشاركة وحداته بتجريدات مختلفة وبأطره العسكرية داخل هياكل الهيئات الأممية.
وفي هذا السياق، نعرب عن يقيننا الراسخ بأهمية ما تقوم به القوات المسلحة الأردنية ( الجيش العربي ) من مهام جليلة على المستويين الأمني والعسكري، وما راكمته من تجارب ومكاسب في مجال تدبير المخاطر والأزمات، إن ذلك «يجعلنا ندرك مدى صواب النهج الذي رسمته القيادة لتطوير قواتنا المسلحة هيكلة وتنظيماً، وكذا حرصها على توفير الدعم والمواكبة المستمرة بنفس العزيمة والإصرار، لتحقق أعلى مستوى من الاحترافية والإستعداد لمواجهة كل التحديات»، خصوصاً في ظل هذه الظرفية الدولية الدقيقة، مع ما تفرزه من انعكاسات عسكرية وأمنية واقتصادية.
حرص الملك عبدالله الثاني على تنمية طاقات القوات المسلحة الدفاعية وتطوير أسلحتها وتكوين أطرها وضباطها وجنودها في مختلف صفوف وحداتها للمساعدة في حماية الدولة.
منذ ذلك الوقت، شرعت القيادة العليا في تكوين أطر الجيش العليا في مختلف المعاهد العسكرية الوطنية والأجنبية ، وتزويد مختلف وحدات القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية بالأسلحة العصرية، وفي إصلاح نظامه، وتطوير قيادته، وتجهيز المرافق التابعة له مثل وزارة الدفاع ، والمحكمة العسكرية، كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية ، وهو ما مكن الجيش الأردني من أن يبلغ مستوى عاليا بين الدول العربية والأجنبية ، وأن يصبح عاملا أساسيا يساهم في نهضة الدولة وحمايتها من الحركات الانفصالية والإرهابية.
لم يقتصر دور القوات المسلحة على حماية الوطن ضد كل عدوان يهدده، بل إنها ساهمت مساهمة فعالة في عدة مشاريع تنموية بمختلف ربوع المملكة برجالها ومعداتها، وكذا في عمليات الإنقاذ في حالة الكوارث الطبيعية .
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي