اكثر من سؤال يخطر على البال حين نقرأ ان الجامعة الأردنية تقدمت في مؤشر العالمي؟ Qs
ولعلّ المهم في ظلّ زحام السباق المحلي والعربي والعالمي نحو التقدم في التصنيفات العالمية ان نسأل كيف نرى انفسنا وما هي حدود وشكل البنية المعرفية في جامعتنا قاطبة وهل نحتمل بناء خطاب نقدي أم لا؟.
والاهم كيف تجدد الجامعات وبخاصة الأردنية عملياتها واجراءتها المؤسسية، وكيف لها أن تخلق المناخ الإيجابي للتعليم والبحث العلمي والحريات؟
في هذا الصدد، عقدت الجامعة الاردنية مؤخراً خلوة في مدينة العقبة، ناقشت كل أسباب التقدم والتأخر والفرص وسبل التحديث التي تمكنها من الإفادة من الفرص ومواجهة التحديات. وهذا امر تحرص عليه الإدارة الجامعية، وعنوانه حملة ابتعاث كبرى وتطوير البنية التحتية والحفاظ على الحريات وضمانها، والتغيير في التقاليد الموروثة وتطوير استراتيجية واضحة نحو المستقبل، وبخاصة وهي تلج عقدها السابع وتودع ستين عاما من العمل والانجاز.
في رأينا ان التحديث مهمة شاقة وصعبة، وثمة مقاومة للتغيير، وفي قلب المعادلة هناك الطلبة الذين تغيروا كثيرا بفعل جائحة كورونا، كما ان أساليب التعليم تغيرت جذريا، والتعليم عن بعد هو جزء من المستقبل ولا يمكن العودة عنه او نبذه.
والاهم اليوم ان إدارة الجامعة لا ترغب بالتوفير على حساب عمليات انتاج المعرفة وتعزيز حضور الجامعة، وهناك خطة تطوير تستهدف أولا قاعات التدريس والبيئة التعليمية، وتعديل التعليمات وتعزيز الولوج للمستقبل بفتح برامج جديدة، وبرأينا ان الأهم انفتاح الجامعة اليوم ممثلة برئيسها على أي نقد يوجه واي ملاحظات، فالرئيس حتى في مجلس العمداء يريد آراء عديدة ومخالفة له او تختلف معه، ولا يريد الأيادي ترتفع تأييداً وامتثالاً لميوله، بل ان الرأي المخالف يعطي أي قائد او مدير صورة مغايرة أحيانا للمشهد وهي صورة مفيدة، ونعتقد ان اخطر ما كان يضرب أي مؤسسة ان يرغب قادتها بمدراء او عمداء من اهل الطاعه اكثر من اهل الرأي.
نعم اليوم تتقدم الجامعة الأردنية، والتغيير والتحديث بها وفي بنيتها العميقة هو عنوان المستقبل .
صحيح ان تقدم الجامعة – أي جامعة- في المؤشرات والتصنيفات مهم، وهي تطمح بالافضل، وتريد البقاء في الصدارة المحلية والإقليمية وربما العالمية، لكنها تنظر الى انها بعد ستة عقود بحاجة للمراجعات الكبرى في مسارها العام.
ليس عندنا وصفة سحرية لتقدم أي جامعة، لكن باستطاعتنا التقدم اكثر اذا عملنا على توفير برنامج تقييم أداء، وانفاق مفتوح على العملية التدريسية والمنح والتجهيزات الفنية وليس التوفير ، مع إيجاد رقابة مالية على الانفاق، والاستثمار بالطلبة المتفوقين عبر انشاء صناديق ريادة وابتكار وبحوث علمية.
في الخبر الصادر عن الجامعة انها
تقدمت في تصنيف كيو أس العالمي للجامعات
(QS World University Ranking 2023) لتصبح من أفضل 600 جامعة على مستوى العالم لعام 2023 وضمن الفئة 591-600 عالمياً، كما احتلت المرتبة الأولى محلياً.
واحتلت الأردنية المرتبة 243 من حيث مؤشر السمعة لدى المشغل وجاءت في المرتبة 316 من حيث مؤشر السمعة الأكاديمية.
الأمر الذي يعكس جودة خريجيها، وحظيت الجامعة الأردنية ب15 برنامجاً مصنفاً وهو أكثر مما صنُفت فيه برامج جامعات الأردن الاخرى قاطبةً، فقد تم تصنيف الجامعة الأردنية كواحدة من أفضل 500 جامعة في العالم متقدمة عن العام الماضي بزيادة إجمالية 3 تخصصات.
ختاما، التصنيفات مهمة، لكن المهم هو التجديد والتغيير والتطوير المؤسسي وتبقى المهمة شاقة وتحديث العقليات والايمان بوجوبية التغيير مهم من قبل المدرس والعميد والطالب والرئيس.