زاد الاردن الاخباري -
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الخميس، ان حكومة المملكة المتحدة قررت فرض عقوبات على البطريرك كيريل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، في اطار الاجراءات التي تتخذها لندن ردا على غزو موسكو لأوكرانيا.
وقال البيان ان كيريل (75 عاما) الذي شطب الاتحاد الأوروبي اسمه مؤخرا من لائحته السوداء، "أدرج في قائمة العقوبات بسبب دعمه للعدوان العسكري في أوكرانيا".
وتضمنت "القائمة السوداء" الموسعة، إضافة إلى البطريرك، أسماء عدد من المواطنين الروس، بينهم المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا، ونائب مجلس الدوما (البرلمان) في مدينة موسكو سيرغي سافوستيانوف، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "فولغا دنيبر"للنقل الجوي أليكسي إيسايكين.
من جهتها، قالت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إن العقوبات على رئيسها "سخيفة" و"لا معنى لها".
وأوضح الناطق باسم الكنيسة فلاديمير ليغويدا في بيان إن "محاولات ترهيب بطريرك الكنيسة الروسية أو إجباره على التخلي عن آرائه، سخيفة ولا معنى لها وغير مجدية"، بحسب فرانس برس.
ووافق ممثلو دول الاتحاد الأوروبي الـ27، مطلع الشهر الجاري، على حزمة عقوبات سادسة بحق موسكو تشمل حظرا نفطيا مع استثناءات، لكنهم تراجعوا عن إدراج اسم رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على القائمة السوداء.
واقترحت المفوضية الأوروبية إدراج إسم البطريرك كيريل على القائمة السوداء للأشخاص الخاضعين لعقوبات تجميد أصول ومنع من دخول الاتحاد الأوروبي، لكن المجر عارضت ذلك.
البطريرك كيريل "بابا بوتين"
يلقّب البطريرك كيريل في الإعلام الغربي بأنه "بابا بوتين"، ويذهب بعضهم إلى مقارنته بالراهب راسبوتين، صاحب التأثير الكبير على آخر قياصرة آل رومانوف، نيكولاي الثاني.
ويرى مختصون في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، أن كيريل يعدّ المرشد الروحي لبوتين، ويحكى الكثير عن دوره في شدّ العصب الديني خلف المؤسسة العسكرية الروسية، حيث بات الكهنة يرافقون الجنود في غزواتهم، أو يباركون الصواريخ.
وانتخب الأسقف كيريل بطريركاً لموسكو وسائر روسيا، في عام 2009، وبات بذلك القائد الروحي لنحو 110 مليون مسيحي أرثوذوكسي، خلفاً للبطريرك ألكسي الثاني.
ولد فلاديمير ميخائيلوفيتش غونديايف عام 1946، واتخذ اسم كيريل عند سيامته كاهناً عام 1969، وبدأ حياته في الخدمة من خلال تدريس العقائد اللاهوتية.
تولى لسنوات طويلة العمل في دائرة العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو، لذلك بعتقد أنه كان على صلة بالاستخبارات السوفيتية، وتشير تقارير إلى شكوك حول "استخدام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي والاستخبارات لعدد من الهيئات الكنسية لأغراضهم الخاصة من خلال دائرة العلاقات الخارجية للكنيسة".
إلى جانب دوره في إعادة هيكلة الكنيسة الأرثوذكسية إدارياً، يعرف عن كيريل بأنه من أبرز حلفاء بوتين. فعند انتخاب كيريل بطريركاً عام 2009، حضر بوتين المراسم، وكان رئيساً للوزراء في حينه. ويعتقد أن العلاقة بين الرجلين تعود إلى خدمتهما المشتركة في الاستخبارات.
ورغم الانتقادات الموجهة لكيريل، إلا أنه ليس من السهل "فرض عقوبات" عليه، مماثلة لتلك التي فرضت على شركات روسية أو رجال أعمال، لأنه يمثل ملايين المسيحيين الأرثوذكس، ولا يمكن "مقاطعته" بهذه البساطة.