في كل الكتب السماوية المعروفة ,والديانات التي من اثر بعض انبياء الله تعالى وتعاليم نبواتهم لكل قوم من اقوامهم, فعدد انبياء الله تعالى يتجاوز ال 120,000بعثوا لشتى اقوام الارض بتعاليم من الخالق ,والتي نسبت لا حقا لمسميات دينيه مع تحريفها وتحريف مصدرها ونسبها لالوهية اشخاص مجسدة في اصنام لا يستوعبها العقل البشري, واهانه من الله لمن كفر بنعمة العقل واستهان بها فحرم منها ,كما كانت بداية الاصنام في مكة التقرب الى الله ,ثم عبدت بعد ذلك كآلهة لها مسميات,تاريخ نهج الانسان في تحريف الاديان والتدرج في نهج ارادة الشيطان على تاريخ الانسان في عبادة الاصنام ..............
كل مسميات الديانات في الارض ,والتي تتخذ الهة لها وتقديسها من قبل منتسبيها ,لا بد ان يكون لها اصل في بدايتها ,تم تحريفه وتحريف نسبه ,سواء بحجة التقرب كما في بداية اصنام مكة ,الى عبادتها وتقديسها ,فالتقديس والعبادة فيهما دلالة على مبدء الهداية التي لا تكون الا من مصدر النبوآت والرسالات ,اصبحت مع الزمن من الاساطير الدينية ,حولت وحرفت وجود الخالق ووحدانيته وبداية خلقه وقدرته على شكل اساطير من القصص الخيالية , كالبوذية والسومرية والبابلية والوثنية اليونانية والاغريقية ومسميات اوثانها بالالوهية ,والدليل على ذلك وفي اشهرها الهندوسية ,وما تحمل بين طيات كتبها من اخبار وبشرى بقدوم الرسول المنتظر للبشرية, خاتم النبوة والرسل محمد عليه الصلاة والسلام ,مع ذكر المكان الذي يبعث منه ,وذكر اسم امه وأبيه,وكذلك كما في الكتب السماوية , وكل الاديان الوثنية قبل تحريفها والتدرج في وثتيتها في عبادة الاصنام وتقديسها.......... ...
وفي ذلك دلالة على ان مصدرالاديان واحد,لحضور الهداية في كل مرحلة من مراحل تاريخ الانسان على الارض ,حيث كانت البداية مع نبي الله ادم عليه السلام , ثم مع نوح عليه السلام وسفينة نجاة المؤمنين في الارض وهلاك الكفر ,كان هناك فترات من انقطاع الرسل,ولكن كان هنالك معالم باقية من عاقبة الذين كفروا تشاهد عند المسير في الارض ,تتناقل الاجيال المتتالية قصة عذاب الله على تلك القرى ,وحضور معالم من اثر الانبياء والمرسلون ,اذ ان مفهوم الدين كان حاضرا في حياة الانسان في كل زمان ,وكذلك بداية معرفة التقديس والالوهية والربوبية العلوية كان بدايتا من الانبياء والرسل,نسبها فرعون لنفسه كمعلومة مكتسبه من اثر الانبياء السابقين , ولطبيعة النفس البشرية في غياب ضبط العقل لها ,عبدت رسلها بجعلهم الهه,وعبدوا العجل والرسول حاضرا بين ايديهم,وحتى في وجود الاسلام ومدعين الانتساب اليه ,نجد شعوذة الشرك والبدع في الدين ,رغم حضور رسالته الخالدة ,فكما ان للانسان اله واحد فان له عدو مشترك واحد وهو الشيطان ,لهذا في ضلال البشرية كلها عبدت الصنم .............
لقد من الله تعالى على الانسان بالعقل ,ودوره في حفظ الانسان من الضياع والخسران ,بالتواصل مع خالقه واتباع هدايته في نهج حياته ,فمنذ بداية خلق الانسان وجواب الخالق على سؤال ملائكته بقوله تعالى (اني اعلم ما لا تعلمون )(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) فعلم فيها دلالة على العقل والمعرفة,نجد كلمة علم تتكرر (علمه البيان)(علم القران)فالعلم من التعلم ,والتعلم دليل على وجود العقل ,القادر على التمييز والاستنباط و الادراك والتحليل والتذكر والتدبر من علم الاسماء وعلم البيان وعلم القران,لهذا نجد ان لله سبحانه وتعالى يخاطب الانسان من خلال عقله ,القادران يعقل الامور برباط الحق .............
كما ان الله تعالى ذكر النفس وهواها ,واوامرها بالسوء,للحذر منها وعقلها بتهذيب العقل لها ,في نهجها نحو شعور الرحمة ,فكل الشعور من النفس ,وكل الشعور في حب الدنيا ,يغلب عليها الشعور السيئ,مثل حب التملك والظلم والتكبر ,والانانية ,مرتع النفس في ملذات حب الدنيا ,تكون النفس خبيثة الشعور ,عبارة عن مارد حبس في جسد ,يلبي لها رغباتها ,ينطق بحديثها ,يمشي لرغباتها,يفكر بهواها ,تهلك الاجساد دون رحمة والخوف عليها ,نفس متعاليه متكبره على الحق ,لها خيال واسع ,حتى ادعى من تملكتهم بالربوبية العليا, مثال فرعون ,وكل المتكبرون على الحق في الارض .............
رغم كل هذه الرعاية الربانية للانسان ومنذ خلقه بان منحه العقل ومكنه من معرفة النفس وهواها ,وارسل له رسل الهداية ,الا ان الانسان كان جحود لنعمة العقل غير شكور ,تركه الله تعالى لهوى النفس ,ووسوسة الشيطان ,حتى امر الانسان على مدى كل تاريخه في عبادة الاصنام ,دلالة على ان الاديان من دين واحد من مصدر واحد,وان عدو الانسان عدو واحد ضلل البشرية على منهج واحد في عبادة الاصنام بكل اشكالها ...........
د. زيد ابو جسار