ها قد دخلنا في بلاء ارتفاع الأسعار، الذي طال المحروقات وسيواصل إشعال أسعارها، ممتدا إلى كل السلع الأساسية وغير الأساسية.
سيكتوي شعبُنا، كما هو حال شعوب المعمورة، بسِعار الأسعار، وسترتفع شكوى الناس المُحِقّة على نغمة «ما إلنا غيرك يا الله»، وستُرمى الحكومةُ القائمة بكل ما في القواميس من شرر وتُهمٍ ونعوت، عمّا جنت و عمّا لم تجنِ، مما يرتب على أجهزتنا الأمنية ان تتحمل الارتدادات والاحتجاجات والسخط الشعبي على ارتفاع الأسعار، بكل ما في قدراتها على الصبر والتحمل.
فهذه مرحلة ضنك لم يتمنَّ أحد هبوط صاعقتها على رؤوسنا، واولنا الحكومة والأجهزة الأمنية التي يقضم الغلاء رغيفها مثلما يقضم رغيف أبناء الشعب.
ويجدر ان نرفع مستوى التنبه والحذر والتبين والتدقيق في بازار وسيرك المذهونين وايضا المأجورين، الذين سيطلقون اقذع الشتائم بحق مؤسسات الوطن بلا استثناء.
فالظرف العصيب يوفر بيئة ردح وقدح مثالية لمنتهزي المحن والمصائب ومتصيدي المحن والمصاعب ليمارسوا الزعامة والاستذة والوطنية والبكش بأعلى طبقاته واعتى موجاته.
مقبلون على نفق مجهول طويل يستدعي منا جميعا، ان نمارس المكافئ الموضوعي ومعادل التوازن المتمثل في الرشد الهائل العميق المستقر في جينات شعبنا ونظامنا السياسي.
وهو ما يستدعي أعلى درجات المسؤولية والتكافل والتضامن لتمرير تسونامي الغلاء الذي لم يكن ابدا ولا نهائيا.
فغزو أوكرانيا، أحد مسببات الغلاء
والبلاء، آيل إلى الانفثاء والانتهاء.
والذي ليس له نهاية هو السفه المالي
الذي يقارفه الأثرياء الاغبياء السفهاء، الذين يغرفون من مقدرات الوطن ويهدرونها على ملذاتهم الشخصية التي لا تنتهي.
يتصل واحد من هؤلاء السفهاء بمثيله من السفهاء قائلا له: يلا نسافر برا البلد، ناخذ اوكسجين، اختنقنا بهالبلد، أحلى وقت لزيارة الريفيرا الفرنسية الآن !!
هؤلاء لم يسمعوا بالأمن العسكري والسياسي والاجتماعي، وقصر نظرهم الذي لم يدلهم على أن امنهم الشخصي والأسري، واستثماراتهم ونبعة مالهم وفشخرتهم، هي من أمن البلد الذي يزعزعونه بسلوكهم المالي البذخي السفيه، الذي ليس فيه حق معلوم للسائل والمحروم.
قال تعالى: «وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ».